فإذا أتاك كتابي فاصبر على الأمر الذي لا غنى بك عن ثوابه، ولا صبر لك على عقابه. واعلم أن كل مصيبة لم يذهب فرح ثوابها حزنها، فذلك الحزن الدائم.
وقال أبو الحسن: لما هلك ابن عمر بن ذر وقف عليه أبوه وهو مسجىً فقال: يا بني، ما علينا من موتك غضاضة، وما بنا إلى أحد سوى الله من حاجة. فلما دفن قام على قبره فقال: يا ذر غفر الله لك، لقد شغلنا الحزن لك عن الحزن عليك، لأنا لا ندري ما قلت وما قيل لك. اللهم، إني قد وهبت له ما قصر فيه مما افترضته عليه من حقي، فهب لي ما قصر فيه من حقك، واجعل ثوابي عليه له، وزدني من فضلك فإني إليك من الراغبين؟ فسئل عنه فقيل: كيف كان معك؟ فقال: ما مشيت معه بليل قط إلا كان أمامي، ولا بنهار قط إلا كان خلفي، وما علا سطحاً قط وأنا تحته.
قال أبو الحسن: أخبرني بعض قريش، يرفع الحديث إلى ابن عباس قال: