للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

لا ذِكر للهلال في نصوص الوحيين، إلا الهلال الذي هو مواقيت للناس في الحج والصيام في قوله -عزَّ وجلَّ-: {يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج} [البقرة:١٨٩]، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تصوموا الشهر حتى تروا الهلال» (١) وما ورد في معناه.

ولمَّا كان الهلال هو شعار العثمانيين؛ أصبح الهلال في نظر الكثيرين شعارًا للإسلام، وأما قبل ذلك؛ فلم يكن مشهورًا ولا معلومًا، إلا ما ذكره ابن حجر في «الإصابة» (٢) في ترجمة (أبي الكنود سعد بن مالك بن الأقيصر بن مالك الأزدي)، قال:

«قال ابن يونس (٣): وفد على النبي -صلى الله عليه وسلم-، وعقد له راية على قومه، سوداء فيها هلال أبيض، وشهد فتح مصر».

قال ابن حجر: «رواه سعيد ابن عفير عن عمرو بن زهير بن أشيم بن أبي الكنود: أنَّ أبا الكنود وفد ... فذكره».

قلت: سعيد بن كثير بن عفير الأنصاري من رجال الشيخين، وهو من شيوخ الإمام البخاري، وهو صدوق، أنكِرت عليه أحاديث تفرَّد بها، وكان علَّامة في الأخبار.

انظر: «الجرح والتعديل» (٤/ ٥٦)، «تاريخ ابن يونس» (٥٦٤)، «الميزان» (٢/ ١٥٥).

وعمرو بن زهير بن أشيم لم أجد له ترجمة.

ولا يمكن لمن في طبقة ابن عفير إدراك من روى عن طبقة الصحابة.

ولا يعلم حال من دون ابن عفير؛ فالسند مظلم.


(١) أخرجه البخاري (١٩٠٦) ومسلم (١٠٨٠) من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما-.
(٢) (٤/ ٢٨٥).
(٣) برقم (٥٣٢).

<<  <   >  >>