للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإسلام١. وهذا قوله ابْنِ مَسْعُودٍ وَشُرَيْحٍ٢ وَسَعِيدِ بْنِ المسيب، وسعيد ابن جُبَيْرٍ، وَمُجَاهِدٍ، وَابْنِ (سِيرِينَ) ٣ وَالشَّعْبِيِّ، والنخعي، وقتادة، وأبو مَخْلَدٍ٤ وَيَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ٥، وَالثَّوْرِيِّ وَهُوَ قَوْلُ أَصْحَابِنَا٦.

وَالثَّانِي: أَنَّ معنى قوله {مِنْكُمْ} أَيْ: مِنْ عَشِيرَتِكُمْ، وَقَبِيلَتِكُمْ، وَهُمْ مُسْلِمُونَ أَيْضًا. قَالَهُ الْحَسَنُ، وَعِكْرِمَةُ وَالزُّهْرِيُّ وَالسُّدِّيُّ وَعَنْ عُبَيْدَةَ كَالْقَوْلَيْنِ٧، فَأَمَّا قَوْلُهُ: {أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ} فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لَيْسَتْ أَوْ لِلتَّخَيُّرِ إِنَّمَا الْمَعْنَى: أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ لَمْ تَجِدُوا مِنْكُمْ٨ وَفِي قَوْلِهِ: مِنْ غَيْرِكُمْ قولان:


١ أخرجه الطبري في جامع البيان٧/ ٦٦ - ٦٧ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهما من طريق محمد بن سعد العوفي وهو إسناد ضعيف كما قدمنا في مناقشة آية (١٨٠) من سورة البقرة.
٢ أمّا شريح، فهو: ابن الحارث بن قيس الكوفي النخعي أبو أمية مخضرم ثقة، وقيل: له صحبة مات قبل الثمانين أو بعدها وله مائة وثمان سنين أو أكثر. انظر: التقريب (١٤٥).
٣ في (هـ): بالشين المعجمة وهو تصحيف.
٤ يقول الحافظ في التهذيب١٢/ ٢٢٧: أبو مخلد عن ابن عباس صوابه أبو مجلز وهو لاحق. تقدمت ترجمته ص (٣٩٢).
٥ أما يحيى بن يعمر - بفتح التحتانية والميم بينهما مهملة ساكنة -، فهو: بصري نزيل مرو، وقاضيها ثقة فصيح، وكان يرسل، من الثالثة، مات قبل المائة وقيل بعدها. انظر: التقريب (٣٨٠).
٦ يقصد به علماء الحنابلة، وقد أخرج الطبري هذا القول عن سعيد بن المسيب وأبي عبيدة وابن زيد، ومجاهد، ويحيى بن يعمر في جامع البيان٦/ ٦٦ - ٦٧.
٧ ذكر المعنى الثاني: ابن العربي في أحكام القرآن٢/ ٧٢٢ عن الحسن وسعيد بن المسيب كما ذكره مكي بن أبي طالب في الإيضاح (٣٨) عن الحسن وعكرمة.
٨ قاله ابن العربي في المصدر السابق عن ابن المسيب، ويحيى بن يعمر، وأبو مجلز، وذكره المؤلف في زاد المسير٢/ ٤٤٦ عن ابن عباس وابن جبير.

<<  <  ج: ص:  >  >>