للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَهْلِ الْإِسْلامِ. وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ - حَدِيثُ أَسْمَاءَ١ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا "لَمَّا قَدِمَتْ عَلَيْهَا أُمُّهَا قَتِيلَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْعُزَّى الْمَدِينَةَ بِهَدَايَا فَلَمْ (تَقْبَلْ) ٢ هَدَايَاهَا وَلَمْ تُدْخِلْهَا مَنْزِلَهَا، فَسَأَلَتْ لَهَا عَائِشَةُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآية فأمرها رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُدْخِلَهَا مَنْزِلَهَا وَتَقْبَلَ هَدِيَّتَهَا وَتُكْرِمَهَا وَتُحْسِنَ إِلَيْهَا"٣.

ذِكْرُ الآيَةِ الثَّالِثَةِ وَالرَّابِعَةِ: قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ} الآيَةُ٤ وَقَوْلُهُ: {وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ} الآيَةُ٥. كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ صَالَحَ مُشْرِكِي مَكَّةَ عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ عَلَى أَنَّ مَنْ أَتَاهُ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ رَدَّهُ إِلَيْهِمْ وَمَنْ أَتَى أَهْلَ مَكَّةَ مِنْ أَصْحَابِهِ فَهُوَ لهم وكتبوا بذلك


١ أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما زوج الزبير بن العوام رضي الله عنه، هي من كبار الصحابة، عاشت مائة سنة وماتت سنة ثلاث أو أربع وتسعين. انظر: تقريب التهذيب (٤٦٥).
٢ في (هـ): يقتل، وهو تصحيف.
٣ تجد ما ذكره الطبري في جامع البيان٢٨/ ٤٣، كما تجد قصة أسماء رضي الله عنها مذكورة في الصفحة نفسها قبيل هذا الكلام، عن عبد الله بن الزبير، ورواها، الحاكم في المستدرك٢/ ٤٨٥، وقال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ورواه أيضاً الواحدي عن عبد الله بن الزبير في أسباب النزول (٢٨٤).
قلت: ذكر المؤلف في زاد المسير نفس هذه المناقشة وكلام الطبري كما رجح إحكام الآية في مختصر عمدة الراسخ ورقة (١٣) أيضاً، وهو اختيار النحاس في الناسخ والمنسوخ ص: ٢٣٥ - ٢٣٦، ومكي بن أبي طالب في الإيضاح ص: ٢٧٢ - ٢٧٣.
٤ الآية العاشرة من سورة الممتحنة.
٥ الآية الحادية عشرة من سورة الممتحنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>