للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

خصوصا في تلك العاصمة العربية التي مجدت أكثر ممثلي هذه التقدمية تبجحا، فنقشت اسمه على جدران جامعتها، ولقبته (ضمير القرن).

على أية حال فها نحن أولاء أمام الأمر الواقع: إن (موشي دايان) الذي كان يؤرخ بلاغاته من تل أبيب، أصبح يؤرخها من القدس.

وليس لي أن ألخص الموقف العسكري، فإن رئيس مجلس الثورة قد لخصه للشعب الجزائري فقال مما قال: إن الغلبة تحققت إلى حين، للامبرياليين حلفاء الصهاينة، ولكن هذا لا يعني أننا خسرنا الحرب في معركة .. إننا لم نخسر الحرب.

إن آثار العدوان الصهيوني لا تقف عند حد ما نتصوره اليوم، فكما توقعت في مقالتي الأخيرة فقد أعطينا العدو فرصة ليجرنا إلى مأزق.

وإذا نحن تركنا جانبا الاعتبار العسكري الصرف، نرى أمرين يلفتان الانتباه في الحالة الراهنة، أحدهما يخص بدايتها والثاني يتعلق بنهايتها.

لقد شعر كل جزائري بألم، يوم أعلن نبأ الهزيمة، وعرفت أسبابها الفنية، ونعلم الآن أن هذه الأسباب كانت معروفة منذ اللحظة الأولى، إذ قضي الأمر منذ تحطمت الطائرات العربية في مكانها.

ولا أقول هنا سائر ما يجول في عقولنا حول تلك المفاجأة، إذ تكشفت أسباب جعلت النصر الإسرائيلي من الأمر اليسير. ففي وضع كان ينذر بعدوان إسرائيلي قريب كان ثمة إهمال في الرقابة والرصد المبكر لمبادرة العدو، ثم كانت لامبالاة في الإعلام ... الخ.

وإني لأساءل: لماذا لم تعلن القيادة العربية عن تلك الأسباب منذ اللحظة الأولى، أي منذ تحطمت الطائرات حتى يتفادى قدر الإمكان الصدمة النفسية في الوطن، عندما يفاجأ بالطامة الكبرى في النهاية.

<<  <   >  >>