عن (الثورة الإفريقية) عدد ٢٢٨ في ٢٦ حزيران (يونيو) ١٩٦٧.
إن جريدة الجمهورية القاهرية- حسبها نقلته لنا زميلتها (لوموند) الباريسية- تقترح تصفية الثقافة الغربية في مصر.
لعل المشكلة مطروحة بعبارات أوحى بها الغضب إلى محرر مستعجل. ولكنها إذ طرحت على أية حال، لابد من ضبط صيغتها. وحسبنا أن نذكر هنا أننا تعودنا الإنصات بكل سمعنا إلى سائر الأصوات، خصوصا الأصوات الغربية.
فمنذ (لورانس) الذي كان يعدنا بـ (مملكة عربية)، في الوقت الذي كان زميله (بلفور) يعد بتأسيس وطن يهودي بفلسطين، كم ساحرة قد سحرتنا بكلامها ... فأنصتنا وسمعنا!!.
و (ضمير العصر) ذلك الصوت الذي نقش اسم صاحبه على جدار جامعة في عاصمة عربية، لم يأتنا صاحبه وحده من باريس، بل نحن الذين دعوناه.
وإذا ما أردنا سبر أغوار هذه القضية يجب أن نقول إن هذه الانحرافات ترتبط بأشياء معينة، لن تزول إلا معها.
فحين كان الطالب الياباني يذهب إلى الغرب في أواخر القرن الماضي، كان يذهب ليتعلم التقنية، مع الحفاظ المتشدد على أخلاق بلاده، كما سيذهب بعده،