ذلك التلميذ الصيني المتواضع (نسيان هماسين) ليتعلم في مختبر (جوليو- كوري) بباريس، وليعود لبلاده بالمعلومات النووية التي تدهش العالم اليوم.
بينما غالبا ما يحدث للطالب، الذي يذهب من بلادنا، أن يعود بشهادة ولكن بعد أن يترك روحه في مقاهي أو خمارات الحي اللاتيني أو في النوادي الوجودية بـ (سان جرمان).
ينبغا أن نتأمل هذه الأشياء التي تفسر لنا اليوم إلى حد كبير ما نحن فيه. وعلينا الصمت أيضاً، إذ بينها كنا ننصت لأصوات غيرنا أو نتكلم، كانت الأشياء الخطيرة التي عشناها في الأسبوع الماضي تتهيأ.
فالآن حان لنا أن نعود لأنفسنا، في موقف يفرض علينا لحظة تأمل عميق. ينبغي أولا أن نحدد بدون تردد أو لبس موقفنا الأخلاقي بالنسبة للحالة الراهنة.
إن لنا لعبرة في بعض فصول تاريخ المسلمين، فعمار بن ياسر في واقعة صفين، التي كادت تكون قاصمة كان يقول:((والله لو ردونا إلى صحراء هجر لبقيت على يقيني أننا نقاتل على حق وهم على باطل)).
فحين نحدد هكذا بهذا الوضوح، لم يبق مجال للتولي والقهقرى، حتى لو صارت الأرض تدور في الاتجاه المعاكس فما علينا إلا أن نواصل طريقنا.
واليوم لا يجوز للعرب التردد في موقفهم أمام الحالة الراهنة؛ من دون تردد أو تراجع سنبقى مهيمنين على كل ما نستنتجه من تأملنا ومن استعادة رشدنا.
وإذا ما كشف لنا نقدنا الذاتي أخطاء ارتكبناها، تقضي علينا بالتحسر والندم فليكن ولنشرح صدورنا للندم ...