عن (الثورة الإفريقية) عدد ٢٢٧ في ١٩ حزيران (يونيو) ١٩٦٧.
كما هو متوقع، فالعدوان ضد البلاد العربية انطلق في اليوم والساعة اللذين حددهما الإستعمار في مخططه.
بتواضع تعودناه منه- وهو تواضع لا حاجة لنا إلى شرح دوافعه الخبيثة مرة أخرى- نراه لا يضع توقيعه على ما يصنع إلا إذا اضطرته إلى ذلك ظروف قاسية كما يحدث في فيتنام.
عدا ذلك فهو يتصرف بطريقة أخرى: إنه يهيئ كل ما يقلب الوضع رأسا على عقب، يضع القنبلة ثم ينسحب بكل تواضع، تاركا لسواه مهمة تفجيرها أمام العدسات الكبيرة وأجهزة الإعلام والإذاعة.
هكذا حدث في إيران، أيام مصدق.
وفي الكونجو، أيام لومومبا.
وكما يحدث في نيجيريا الآن.
فالإستعمار يوظف إذن من يضع توقيعه على أعماله، وموظفه في الشرق الأوسط هو إسرائيل الذي يوقع على كل عدوان في مكانه.
فحينما لا يريد الإستعمار أن يظهر أمام العالم، يشرع في تكليف سواه وضع اسمه مكانه، وهذه الطريقة أخذت تزداد أهميتها بقدر ما تزداد حساسية الناس نحو السلم في هذا العصر.