فالعرب بحاجة إلى النظام كي يستعيدوا في الوقت المحدد كل ما تحطم من قيم معنوية أو مادية بسبب العدوان الصهيوني.
وقبل كل شيء يجب عليهم أن يأخذوا في الحساب كل معطيات المأساة، حتى يتخذوا المواقف البطولية التي يقتضيها الوضع، وكي يصدروا عن دراية حكهم على كل من وجبت إدانته بغير ضعف أو توانٍ.
إن الوضع لا يسمح بالتنازل عن أية جريمة.
فالإستعمار بالمرصاد كي يلفتنا عن وجهتنا بالوسائل كلها في هذه المرحلة، حتى لا يسمح لتأملنا ولجهدنا أن يأتيا بثمارهما.
ومن المؤكد أنه يجعلنا في المشكلة الداخلية، باسم أولويات ينخدع لها بسهولة سذج العقول. بينما هذه المشكلات، رأس القائمة، في سائر الظروف وخصوصا في الحالة الراهنة.
فحين كان عمر رضي الله عنه يواجه أعظم ملابسات التاريخ الإسلاميكان يقول:((والله لو سقط جذع إبل من جسر من جسور دجلة لخشيت أن يحاسبني الله عليه)).
وعندما كان نابليون في غمار الحملة التي قادته إلى موسكو كان، وهو يعيش أعسر أيامه، منكبا على تخطيط التنوير في شوارع باريس.
تلك عظمة المشكلات الداخلية في نظر عظماء التاريخ، وهم يواجهون في الوقت نفسه أخطر مشكلات زمانهم.
ففي الحالات الصعبة، ليس من المعقول أن يقلع القطار بعربات الدرجة الأولى بدعوى أنه قطار سريع، بل يجب أن يحرك سائر العربات وراءه من أولوية إلى أولوية.