له ان رسم المصاحف العثمانية سر من الاسرار التى لم تهتد إلى حله فحول العلماء ونوابغ العقلاء كما سنتكلم عنه فما علينا غير الاتباع والتسليم.
[الفصل الثالث (في رسم القرآن الكريم هل هو توقيفي ام لا)]
اختلف العلماء في رسم المصحف العثماني فبعضهم يقول انه من اصطلاح الصحابة وبعضهم يقول انه توقيفي ويستدلون عليه بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان هو الذى يملى زيد بن ثابت القران من تلقين جبريل عليه السلام كما يشهد بذلك اطباق القراء على قوله تعالى واخشوني في البقرة باثبات الياء وفي المائدة بحذفها في الموضعين ونظائر ذلك كثيرة مما يدل على ان هجاء القرآن وكتابته بالتوقيف وانه ليس من الرسم الموضوع وقد كتب القرآن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن غير مجموع في موضع واحد ولا مرتب السور.
والذى يظهر لنا والله تعالى اعلم ان رسم المصحف العثماني غير توقيفي ونستدل على قولنا هذا بخمسة امور.
(الامر الاول) ان من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم كونه أميا لا يكتب ولا يقرأ كتابا كما قال تعالى " وما كنت تتلوا من قبله