في النصف الثاني من شهر رمضان إلى سماء الدنيا فجعل في بيت العزة (١) ثم انزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في عشرين سنة (٢) لجواب كلام الناس وفي رواية عكرمة عن ابن عباس قال نزل القرآن في شهر رمضان في ليلة القدر إلى هذه السماء الدنيا جملة واحدة وكان الله يحدث لنبيه ما يشاء ولا يجئ المشركون بمثل يخاصمون به الا جاءهم الله بجوابه وذلك قوله " وقال الذين كفروا لولا انزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا ولا يأتونك بمثل الا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا " اه من تفسير ابن كثير
[الباب الثاني]
(وفيه خمسة فصول)
[(الفصل الاول في جمع القرآن الكريم)]
يطلق جمع القرآن تارة على حفظه في الصدور وتارة على كتابته فعلى المعنى الثاني نقول: ان القرآن جمع ثلاث مرات (الجمع الاول) كتب كله في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لكن غير مجموع في موضوع واحد
(١) وهو البيت المعمور وهو مسامت للكعبة بحيث لو نزل لنزل عليها (٢) وفي رواية ابن عباس السابقة في ثلاث وعشرين سنة لان بعضهم يقول كان صلى الله عليه وسلم اول ما نزل عليه القرآن في الاربعين من عمره على أرجح الاقوال، وبعضهم يقول كان في الثالثة والاربعين وبعضهم يقول كان في الثانية والاربعين وهجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة كانت بعد مضى ثلاث وخمسين سنة من مولده صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم (*)