للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جبل من الجبال ما كان أثقل على مما أمرنى من جمع القرآن (١) قلت كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هو والله خير فلم يزل ابو بكر براجعنى حتى شرح الله صدري للذي شرح الله له صدر ابى بكر وعمر رضى الله عنهما فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال حتى وجدت آخر سورة التوبة مع ابى خزيمة الانصاري لم أجدها مع احد غيره (٢) " لقد جائكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم " حتى خاتمة براءة فكانت الصحف عند ابى بكر حتى توفاه الله


(١) استثقاله لهذا الامر لم يكن من جهة ما يحصل له من المشقة والتعب وانما كان خوفا من اقدامه على امر لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يأمر به فلما ظهرت له المصلحة في ذلك اقدم عليه بهمة ونشاط (٢) أي لم يجد صحيفتها والا فهي محفوظة في الصدور، أولم يجد في آخر سورة التوبة قراءة من الاحرف السبعة الا عند ابى خزيمة الانصاري فتأمل - ولم يذكره احد انه من حفاظ القرآن ولكن قد يحفظ منه بعض السور والايات وقد جاء من طريق ابى العالية انهم لما جمعوا القرآن في خلافة ابى بكر كان الذى
يملى عليهم ابى بن كعب فلما انتهوا من براءة إلى قوله يفقهون ظنوا ان هذا آخر ما نزل منها فقال ابى بن كعب اقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم آيتين بعدهن " لقد جاءكم رسول من انفسكم إلى آخر السورة " قال في فتح الباري شرح صحيح البخاري - الارجح ان الذى وجد معه آخر سورة التوبة أبو خزيمة بالكنية والذى وجد معه الآية من الاحزاب خزيمة، وابو خزيمة قيل هو بن اوس بن زيد بن أصرم مشهور بكنيته دون اسمه وقيل هو الحارث بن خزيمة واما خزيمة فهو ابن ثابت ذو الشهادتين اه من الفتح (*)

<<  <   >  >>