للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

علماً بأنَّ المحاضرَ لم يكنْ منهجه السرد التقليدي للسيرة، كما هو شأن غالب كتب التراجم، بل ما يكاد يخلص من حادثة للشيخ إلا ويستخلص منها الدروس والعبر، وللمُحَاضِر لمساتٌ تربويةٌ في المحاضرة، عالج فيها قصور بعض الجوانب لدى طلبة العلم، من خلال سيرة الشيخ الألباني.

(٩) ثمّ إنَّ أصحاب الشيخ، وتلاميذه القدماء (وهم أحياء) ، عندهم الكثير عن حياة الشيخ الألباني، وجهاده، ويعرفون الكثير من أخباره، التي لم تُدوّن بعد.

فهم مصدرٌ مهمٌ ـ لا يُغفل عنه ـ من مصادر ترجمة الشيخ.

وإلى الآن لم أرَ كتاباً مبسوطاً كُتب بعد وفاة الشيخ (١) ـ رَحِمَهُ اللهُ ـ علماً بأنَّ من يدّعي محبته والتتلمذ عليه كثير، ومطبوعاتهم أكثر، وما ينشرونه من أوراق في الدفاع عما حكم عليهم به، يدل على وفرة الوقت عندهم، فهلا كان للشيخ شيءٌ من الوقت.

وقد وعد بعض الناس ـ منذ زمن بعيد ـ ممن لهم اعتناء بالشيخ الألباني أنَّ لهم تآليف فيه سيخرجونها، وحتى الآن لم نرَ شيئاً.

وأخشى أن يقول أحدٌ بأنَّ هذا من العقوق لشيخهم، والله المستعان (٢) .

[تنبيه] :

المنهج العلمي للشيخ:

ما ذكرته هي مصادر ترجمة الشيخ رَحِمَهُ اللهُ، أما منهجه العلمي، وطريقته العلمية، وفكره، فليس لها سوى المصدر الأوّل، كمصدر أساس للباحث، فمؤلفاته ـ على كثرتها ـ خير من يتحدث عنه. مع مراعاة (المتقدم) ، و (المتأخر) حال التعارض.

أما باقي المصادر فهي فرعية، بالنسبة للأوّل، والله الموفق.


(١) جاء في: ''كوكبة من أئمة الهدى'' (ص ١٨٥) ، أنَّ: زكي صلاحي، يحضر للدكتوراة عن (الألباني) ، في جامعة ''كاليكوت''، بـ: ''الهند''.
(٢) وفي الوقت نفسه ـ عند وفاة شيخ الإسلام الإمام: عبد العزيز بن باز ـ رَحِمَهُ اللهُ ـ رأينا ما لا يحصى من المقالات التي نُشِرَت في: المجلات، والصُّحف اليومية، والأسبوعية، ناهيك عن مجلداتٍ عدة خرجت ـ وما زالت ـ عن حياة الشيخ، وعلمه، ومواقفه، و ... حتى إنَّ بعضهم تركوا مشروعاتهم العلمية، وتحقيقاتهم؛ لأجل التفرغ لما هو أولى، وأبرّ بشيخهم، وإن كان ذلك لا يجني لهم الربح في الدنيا.
وفي هذه الأيام ـ أواخر (١٤٢١هـ) ـ فقدت الأمة سيد فقهاء عصره، الإمام: محمد بن صالح بن عثيمين رَحِمَهُ اللهُ، وسنرى ما يفعله تلاميذه من بعده.
فهلاَّ اقتدى القوم بهم؟

<<  <   >  >>