أفنى العلامة الألباني ـ رَحِمَهُ اللَّهُ ـ حياته في خدمة حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، جمعاً، وتخريجاً، ودراسة، وتصحيحاً، وتضعيفاً.
فكانت سيرته مؤهلة لأنْ تكون أرضاً خصبة، لمن أراد أن يكتب لنموذج من النماذج الإسلامية، التي تُذّكرُه بالسلف الصالح، واجتهادهم في الدفاع عن حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وقد حظي "محدث عصره" بعددٍ لا بأس به من الكتب التي تناولت سيرته، أو جوانب منها، ولكن ـ وللأسف الشديد ـ الأمرَ ما زال بحاجة إلى عناية أكثر، ومن أجمل ما وقفت عليه كتاب:"حياة الألباني وآثاره وثناء العلماء عليه"؛ للشيباني وسيأتي الكلام عليه.
إنَّ ... حياةَ الألباني ـ رَحِمَهُ اللَّهُ ـ مليئةٌ بالكثير من الأحداث المثيرة، والتي هي بحاجة إلى دراسة بعمق، وتأنٍ لاستخلاص ما فيها من الدروس والعبر.
وهذه بعض النقاط التي يمكن أن تحتويها دراسة حياة الشيخ رَحِمَهُ اللَّهُ:
(١) إنَّ الشيخ أعجمي الأصل من: "ألبانيا"، وشعب "الألبان" ينتمي إلى "الأرنؤوط"، وقد هاجر مع أبيه "الحاج نوح" رَحِمَهُ اللَّهُ، إلى:"الشام".
فكيف أصبح هذا (الأعجمي) ، محدث وقته؟
وكيف أصبح مرجعاً لـ "الأمة الإسلامية" في معرفة صحيح الحديث وضعيفه؟
(١) وعلى أنَّه فاته بعض الكتب، إلاَّ أنَّ جمعه يُعد أكمل ما وقفت عليه.