للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وكيف سلّم (العربُ) لـ: (أعجمي) القول بالتصحيح والتضعيف (١) ؟

(٢) كان هذا الرجل ابناً لفقيهٍ حنفي، وكان هو كذلك حنفياً، تتلمذ على المذهب الحنفي (٢) ، ثم أصبح محدثاًُ مجدداً.

فكيف كان ذلك؟

وكيف ترك سبيل الفقه (تقليداً) ، ليسلك طريق الحديث (اجتهاداً) ؟

وهل سلَّمَ له أبوه بذلك؟ أو دار بينهما خلاف؟

(٣) خرج الشيخ في وقتٍ سيطرت فيه المذاهب على الأمة، فما من عالمٍ إلا وله مذهبٌ فقهي يسير عليه، ويفتي ـ تقليداً ـ من خلال أصوله.

فما موقفه من المتعصبين منهم؟ وما موقفهم منه؟

(٤) كانت حياة الشيخ في: ”الشام”، وفيه الكثير من البدع، وأهلها، بل التقى برؤوس دعاتها.

فهل جاملهم على ما بينهم من خلاف؟

أو ناظرهم، وألَّف في الردِّ عليهم؟

وهل سكتوا عنه؟ أو كادوا له، وسجنوه؟

(٥) كان الرجل فقيراً سلك مهنة النجارة، ثم تركها، واستقر به الأمر إلى إصلاح الساعات (٣) ، وهي أسوأ مهنة من حيث الربح.

فيكف رضي بها؟ وكيف انتقل من مهنة إصلاح الساعات، إلى محدثٍ ضليع خضعت لعلمه الأمة؟


(١) أجاب أحد الأفاضل عن هذا السؤال بقوله:
(كما سلَّمَت لـ: البخاري، ومسلم من قبل) .
(٢) جاء في هامش: ’’الرد العلمي على حبيب الرحمن الأعظمي’’ (٢/٦٤) :
(إنَّ الناظر في بعض كتبه القديمة يرى أنَّه كتب عليها: ’’من كُتُبِ محمد ناصر الدين بن نوح، الحنفي مذهباً، الأشقودري مولداً’’) .
(٣) تباً لمن نبزَ الشيخ بهذه المهنة، وغمَزَه بذلك، فوالذي لا إله غيره: إنَّ مصلح ساعاتٍ نقي العقيدة، خيرٌ عند الله مِمَّن ابتدع في دين الله، وأنكر صفاته، وأنكر أنَّ الله في السماء، مستوٍ على عرشه، بائن من خلقه، كما جاءت بذلك النصوص الصحيحة الصريحة، وخيرٌ من قبوري خَرِبٍ، جاحدٍ للتوحيد، مبغض لأهله، كائناً من كان.

<<  <   >  >>