للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

(٦) عُرِفَ الشيخ الألباني ـ رَحِمَهُ اللَّهُ ـ بقلة شيوخه (١) ، وبقلة إجازاته (٢) .

فكيف استطاع أن يُلِّم بالعلوم، ولا سيما (علم الحديث) ، و (علم الجرح والتعديل) ، على صعوبته؟


(١) من زعم بأنَّ الشيخ الألباني ليس له شيوخ؛ فقد كَذَبَ ورب الكعبة.
(٢) قد يطعن البعض في الشيخ الألباني بأنَّه قليل الإجازات، وهذا ليس بمطعن إذ الإجازات أمرٌ ليس بالضروري في العصور المتأخرة؛ نظراً لقلة ـ أو انعدام ـ السماع عند المشايخ الذي هو أصل الإجازات.
وعلماء الأمة في العصر الحاضر لم يعنوا بالإجازات كعناية العلماء السابقين أصحاب السماع والقراءة؛ ومن هؤلاء:
الإمامان الجليلان: عبد العزيز بن عبد الله آل باز، ومحمد بن صالح العثيمين رَحِمَهُمَا اللهُ.
والعلامة الدكتور: عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين حَفِظَهُ اللهُ.
وكذلك أكثر المشايخ كان على ذلك، والحمد لله رب العالمين.
وأعرف من تجاوزت إجازاتهم المائة بكثير، وهم ينفون عن الله ما أثبته لنفسه في ’’كتابه’’، وما أثبته له نبيه - صلى الله عليه وسلم -.
ويقولون بأمور لم يأتِ بها الشرع، ولم تثبتْ بها الأدلة.
بل أعرف أناساً عندهم عشرات الإجازات، وبأسانيد عالية، وهم يقولون:
(إنَّ الله في كل مكان) .
{سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا (٤٣) } [الإسراء] .
وكَثْرَةُ الإجازات في (عصرنا) ليست دليلاً على شيء، سوى أنَّها (وصلة) ، وسنة من سنن السلف.
وقد تساهل المجيزون في (عصرنا) ، حتى إنَّ بعضهم أجازَ من يحلق لحيته، ومن أسبل إزاره، بل صار بعضهم يجيز بالهاتف، وبالمراسلة، وهو لا يعرف الشخص الْمُجَاز، ولاحاله.
وقد كنت في أوّل الطلب مولعاً بجمع الإجازات، حتى حصَّلت الكثير، ومن بلدان شتى، وبأسانيد عالية، ثم ظهر لي قلة فائدة ذلك، مع طول المدة التي قضيتها في الرحلة لتحصيل الإجازات، وسماع المسلسلات الضعيفة والموضوعة.

<<  <   >  >>