للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وإنَّ مِمَّا يساعد على ذلك ـ فوق ما ذكرت من العجز البشري ـ أنَّنا نقف ما بين آونة وأخرى على مطبوعات جديدة؛ كانت أصولها في عالم المخطوطات، أو المصورات، بعيدة عن متناول أيدي الباحثين والمحقِّقين ...

هذا وذاك هو السّر في بروز كثير من التصحيحات والتعديلات على بعض ما يطبع من مؤلفاتي الجديدة، أو ما يعاد طبعه منها ...

فرحم الله عبداً دلَّني على خطئي، وأهدى إليَّ عيوبي؛ فإنَّ من السّهل عليَّ ـ بإذنه تعالى وتوفيقه ـ أن أتراجع عن خطأٍ تبيَّن لي وجهه، وكتبي التي تُطبع لأوّل

مرة، وما يُجَدَّد طبعُه منها أكبرُ شاهدٍ على ذلك) أ. هـ

ومن أمثلة ذلك حديث:

ما أخرجه أبو داود في: ”سننه” في: (كتاب: الجهاد) ، برقم: (٢٢٠٥) ، قال:

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ:

((تَكُونُ إِبِلٌ لِلشَّيَاطِينِ، وَبُيُوتٌ لِلشَّيَاطِينِ، فَأَمَّا إِبِلُ الشَّيَاطِينِ فَقَدْ رَأَيْتُهَا، يَخْرُجُ أَحَدُكُمْ بِجُنَيْبَاتٍ مَعَهُ قَدْ أَسْمَنَهَا، فَلاَ يَعْلُو بَعِيراً مِنْهَا، وَيَمُرُّ بِأَخِيهِ قَدِ انْقَطَعَ بِهِ، فَلاَ يَحْمِلُهُ. وَأَمَّا بُيُوتُ الشَّيَاطِينِ فَلَمْ أَرَهَا)) .

ذكره الشيخ (مصححاً لسنده) في: ”سلسلة الأحاديث الصحيحة” برقم: (٩٣) ، في: [ط. القديمة] .

ثم نزعه منها في: [ط. الجديدة] ، وأدرجه في: ”سلسلة الأحاديث الضعيفة” [ط. الجديدة] (٤/٣٢٧ ـ ٣٢٨) برقم: (٢٣٠٣) .

وقال في الموضع الجديد:

(وقد كنت أوردت الحديث في: ”الصحيحة” برقم: (٩٣) قبل أن يتبيَّن لي الانقطاع المذكور (١) ، فالحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أنْ هدانا الله) أ. هـ


(١) أي: بين سعيد بن أبي هند وأبي هريرة - رضي الله عنه -.

<<  <   >  >>