للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ولم أكنْ لأرضى بإدْراج هذا الفصل بنوعيه في ”النشرة الأولى” للكتاب، حتى لا يُظن بي ظنٌ أنا بريءٌ منه، فهناك من يتربص بكل من يكتب ضد الشيخ، أو ينتقده، أو يكتب رسالة يرد عليه، ولكن فعلته ـ الآن ـ إتماماً للفائدة، والله من وراء القصد.

وقد قال العلامة: بكر بن عبد الله أبو زيد ـ حَفِظَهُ اللَّه ـ في: ”التحذير من مختصرات الصابوني” (ص ٣٤٤) [ضمن: ”الردود”] :

(ارتسام علمية الألباني في نفوس أهل العلم، ونصرته للسنة، وعقيدة السلف أمر لا ينازعه فيه إلا عَدُوٌّ جاهل، والحكم ندعه للقراء، فلا نطيل) أ. هـ

وهناك كلامٌ للألباني موجهٌ لمن أراد أن يرد عليه، أضعه هنا لمناسبته لهذا الفصل:

قال في مقدمة المجلد (الأوّل) من: ”سلسلة الأحاديث الضعيفة” (ص ٦) [ط. الجديدة] :

(رحم الله عبداً دلَّني على خطئي، وأهدى إليَّ عيوبي؛ فإنَّ من السهل عليَّ ـ بإذنه تعالى وتوفيقه ـ أن أتراجع عن خطأٍ تبيَّن لي وجهه، وكتبي التي تُطبع لأوّل مرة، وما يُجَدَّد طبعُه منها أكبرُ شاهدٍ على ذلك ... (١)

وبهذا المناسبة أقول:

إنَّي أنصح كل من أراد أنْ يرد عليَّ، أو على غيري، ويبيِّن لي ما يكون قد زلَّ بهِ قلمي، أو اشتط عن الصواب فكري، أن يكون رائده من الردِّ: النصح، والإرشاد، والتواصي بالحق، وليس البغضاء والحسد، فإنَّها المستأصلة للدِّين؛ كما قال - صلى الله عليه وسلم -:

((دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الْأُمَمِ قَبْلَكُمُ: الْبَغْضَاءُ وَالْحَسَدُ، وَالْبَغْضَاءُ هِيَ الْحَالِقَةُ، ليْسَ حَالِقَةَ الشَّعَرِ، وَلَكِنْ حَالِقَةُ الدِّينِ)) .

كما هو شأن ذوي الأهواء والبدع، مع أهل الحديث، وأنصار السنة، في كلِّ زمانٍ ومكانٍ) أ. هـ

أعود فأقول: ومِمَّا وقفت عليه مِمَّا يدخل تحت هذا الفصل (٢)


(١) سبق نقل هذه الفقرة (ص ١١١) ، وأعدتها هنا لأهميتها في هذا الفصل.
(٢) لمْ أوردْ في هذا الفصل إلا من أفرد كتاباً مستقلاً في الرد على الشيخ رَحِمَهُ اللهُ.
ولم أستوعبْ كل ’’الردود’’، بل ما عثرت عليه دون عناءٍ، أو ما استحضرته وقت إعداد هذا ’’الثَّبَتِ’’، ولم يكنْ هذا الفصل مقصداً لي في النشرة الأولى، كما أشرت.
أمَّا من ردّ على الشيخ ضمن كتابٍ، فكثير، وليس هذا على شرطي؛ ومن ذلك:
مناقشة الدكتور: سفر بن عبد الرحمن ـ حَفِظَهُ اللهُ ـ للشيخ الألباني ـ رَحِمَهُ اللهُ ـ في كتابه: ’’ظاهرة الإرجاء في الفكر الإسلامي’’.

<<  <   >  >>