للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومعرفة بمحامده، ومحبة له، وشكرا له.

١١٥- والألف واللام في قوله "الحمد لله" فيها قولان:

قيل: هي للجنس كما ذكره بعض المفسرين من المعتزلة وتبعه عليه بعض المنتسبين إلى السنة.

والثاني: وهو الصحيح - أنها للاستغراق، فالحمد كله لله.

١١٦- كما جاء في الأثر: "لك الحمد كله، ولك الملك كله" (١) .

[الحمد المستقل والملك المستقل]

١١٧- فله الحمد حمد مستقل، وله الملك ملك مستقل، ولكن هو سبحانه يؤتي الملك من يشاء، والذي يؤتيه هو من ملكه، وكل ما تصرف فيه العبد فهو من ملك الرب، وهو مستقل بالملك، ليس هذا لغيره.

١١٨- كذلك الحمد هو مستقل بالحمد كله؛ فله الحمد كله


(١) أخرجه أحمد (٥/٣٩٥، ٣٩٦) بإسناد منقطع من حديث حذيفة أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: بينما أنا أصلي إذ سمعت متكلما يقول: اللهم لك الحمد كله ولك الملك كله بيدك الخير كله إليك يرجع الأمر كله علانيته وسره فأهل أن تحمد، إنك على كل شيء قدير، اللهم اغفر لي جميع ما مضى من ذنبي، واعصمني فيما بقي من عمري، وارزقني عملا زاكيا ترضى به عني، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ذاك ملك أتاك يعلمك تحميد ربك".
وقال الهيثمي في "المجمع" (١٠/٩٦) : "رواه أحمد وفيه راو لم يسم، وبقية رجاله ثقات".
وأورده المنذري في "الترغيب والترهيب" (٢/٤٢٨، ٤٢٩) من حديث أنس بنحو القصة وقال: "رواه ابن أبي الدنيا في "كتاب الذكر" ولم يسم تابعيه".

<<  <   >  >>