للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

والحزن, وإذا انتصر التتار على المسلمين أقاموا الفرح والسرور, وهم الذين أشاروا على التتر بقتل الخليفة (١) , وقتل أهل بغداد, ووزير بغداد ابن العلقمي (٢) هو الذي خامر (٣) على المسلمين, وكاتب التتار, حتى أدخلهم أرض العراق بالمكر والخديعة, [ونهى الناس عن قتالهم] (٤) ، وقد عرف العارفون بالإسلام أن الرافضة تميل مع أعداء الدين. ولما كانوا ملوك القاهرة, كان


(١) هو أبو أحمد عبد الله الملقب بالمستعصم بالله آخر خلفاء بني العباس ولد سنة ٦٠٩ هـ وتولى الخلافة سنة ٦٤٠. كان دينا في نفسه، ذو لهو وغفلة، ومن ذلك توزيره لابن العلقمي الرافضي حتى أضعف ملكه، وفرق جنده ثم قتله هولاكو سنة ٦٥٦ هـ لما خرج إليه مع كبراء دولته، ثم استحل هولاكو بغداد أزيد من شهر يقتل وينهب حتى سالت الدماء في الطرقات. ولا حول ولا قوة إلا بالله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ} آل عمران. النبلاء ٢٣/ ١٧٤ - ١٨٤، فوات الوفيات ٢/ ٢٣٠ - ٢٣٥، العقد الثمين رقم ١٦٤٤ وتاريخ الخلفاء ٤٦٤.
(٢) هو محمد بن محمد العلقمي وزير المستعصم آخر خلفاء بني العباس - الرافضي الخبيث. ولد سنة ٥٩١هـ وبقي وزيراً أربع عشرة سنة أشاع الرفض والكفر، وأهان المسلمين، وكاتب هولاكو ملك التتر، وجره وقوى عزمه على قصد العراق ودخولها، وكان سبباً في بلائهم على المسلمين. هلك ابن العلقمي في سنة سقوط بغداد سنة ٦٥٦ س - عامله الله بما يستحقه.
قال الشيخ ابن تيمية في منهاج السنة٥/ ١٥٥ (وكان وزير الخليفة في بغداد الذي يقال له ابن العلقمي منهم - أي الرافضة - فلم يزل يمكر بالخليفة والمسلمين، ويسعى في قطع أرزاق عسكر المسلمين وضعفهم، وينهى العامة عن قتالهم - يعني التتر - ويكيد أنواعاً من الكيد حتى دخلوا فقتلوا من المسلمين ما يقال إنه بضعة عشر ألف ألف إنسان. .) وانظر المنهاج ٣/ ٣٧٧ و ٦/ ٣٧٤ وفضائحه في النبلاء ٢٣/ ٣٦١ والبداية والنهاية ١١/ ٣١٢، الوافي بالوفيات ١ / ٤ ٨ ١، وشذرات الذهب ٥/ ٢٧٢، وفوات الوفيات ٣/ ٢٥٢ وما بعدها.
(٣) في المصرية: خابر بالباء - وهما بمعنى في هذا السباق، قال في القاموس: المخامرة: الإقامة ولزوم المكان، وأن تبيع حراً على أنه عبد - أي مخادعة وغشاً - والمقاربة، والمخالطة، والاستتار انظر مادة خمر فيه وفي لسان.
(٤) ما بين المعكوفين زيادة من المطبوعة للتوضيح.

<<  <   >  >>