للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

١٧١ - ١٧٣] وقال تعالى في كتابه: {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ} [غافر - ٥١] . وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [سورة محمد - ٧] .

وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق, لا يضرهم من خالفهم, ولا من خذلهم حتى تقوم الساعة" (١) . وكل من عرف سير الناس وملوكهم رأى كل من كان أنصر لدين الإسلام, وأعظم جهاداً لأعدائه, وأقوم بطاعة الله ورسوله, أعظم نصرة وطاعة وحرمة, من عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وإلى هذا الزمان.

[حكم هدم كنائس النصارى في أرض العنوة]

وقد أخذ المسلمون منهم كنائس كثيرةً من أرض العنوة, بعد أن أُقروا عليها في خلافة عمر بن عبد العزيز, وغيره من الخلفاء (٢) , وليس في المسلمين من


= كثيراً ما يذكره شيخ الإسلام مع الحاكم بأمر نفسه في عداد أئمة الإسماعيليين كما في المنهاج ٤/٥١٩ و٣/٤٩٥.
وانظر النبلاء ١٥/١٥٩ , النجوم الزاهرة ٤/٧٤-١١٥ , البيان المغرب ١/٢٢١ وحسن المحاظر ٢/١٥.
(٢) حديث متفق عليه , وقد نص شيخ الإسلام في الاقتضاء ١/٩٦ على أنه متواتر عنه صلى الله عليه وسلم , وكذا السيوطي في قطف الأزهار رقم ٨١ والكتاني في نظم المتناثر. وهو عندهما بألفاظ مقاربه للفظ الشيخ.
فأخرجه البخاري عن جماعة من الصحابة منهم المغيرة ومعاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنهما - في كتاب المناقب - باب سؤال المشركين أن يريهم النبي آية ٣/١٣٣١.
فأخرجه مسلم عن ثوبان والمغيرة وجابر ومعاوية وعبد الله بن عمرو - رضي الله عنهم - في كتاب الإمارة - باب قوله عليه السلام (لا تزال طائفة) - من الأرقام ١٩٢٠ - ١٩٢٤. ولألفاظ الحديث ورواياته والعزو إليها انظر صفة الغرباء للعودة ١٣٨-١٦٥.
(١) كما ذكر طرفاً من ذلك ابن القيم في كتابه النفيس أحكام أهل الذمة ١/٢١٢-٢٢٢ وعده بعد عمر =

<<  <   >  >>