للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عن بعض في الفضل، وقوله كاف أي كاف في نفسه، غير محوج إلى غيره.

قال أبو العلاء الحافظ: واعلم أن الاختلاف على ضربين: تغاير تضاد، فاختلاف التغاير جائز في القراءات، واختلاف التضاد لا يوجد إلا في الناسخ والمنسوخ.

قلت: وقال قوم: السبعة الأحرف منها ستة مختلفة الرسم، كانت الصحابة تقرأ بها إلى خلافة عثمان رضي الله عنهم، نحو الزيادة، والألفاظ المرادفة، والتقديم، والتأخير، [٤٢ و] نحو "إن الله يغفر الذنوب جميعا ولا يبالي" (١) ، "وجاءت سكرة الحق بالموت" (٢) ، "صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين" (٣) ، "يأخذ كل سفينة صالحة غصبا" (٤) ، "والعصر ونوائب الدهر" (٥) ، "وله


(١) بزيادة "ولا يبالي" "الزمر: ٥٣"، قال الزمخشري في الكشاف ٤/ ١٣٥: قيل: في قراءة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفاطمة رضي الله عنها "يغفر الذنوب جميعا ولا يبالي".
(٢) هي قراءة شاذة مروية عن أبي بكر الصديق وعبد الله بن مسعود "انظر: تفسير الطبري ٢٦/ ١٦٠"، والقراءة المعروفة {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَق} "ق: ١٩".
(٣) "من أنعمت" و"غير الضالين" في قراءة تروى عن عمر بن الخطاب والأسود بن يزيد وعلقمة بن قيس النخعيين "انظر: كتاب المصاحف ص٥٠، ٥١، ٩٠"، والقراءة المعروفة {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّين} "الفاتحة: ٧".
(٤) الكهف: ٧٩؛ روى الطبري أن قراءة ابن مسعود "وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا"، وروى أيضا أن أبي بن كعب كان يقرؤها "وكان وراءهم ... صالحة غصبا"، يعني بزيادة "صالحة" "انظر: تفسير الطبري ١٦/ ٢، وانظر: "الكشاف ٢/ ٧٤١ أيضا.
(٥) بزيادة "ونوائب الدهر" "العصر: ١"، هي قراءة يرويها الطبري في تفسيره ٣٠/ ٢٩٠ عن علي بن أبي طالب.