للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

و"من تحتها" و"تحتها" (١) ، وكأنهم أسقطوا ما فهموا نسخه بالعرضة الأخيرة التي عرضت على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعرضها النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على جبريل عليه السلام، ورسموا ما سوى ذلك من القراءات التي لم تنسخ.

فصل:

وقد حاول جماعة من أهل العلم بالقراءات استخراج سبعة أحرف من هذه القراءات المشهورة فقال بعضهم: تدبرت وجوه الاختلاف في القراءة فوجدتها سبعة: منها ما تتغير حركته ولا يزول [٤٣ و] معناه ولا صورته، مثل {هُنَّ أَطْهَرُ لَكُم} , "أطهرَ لكم" (٢) ، {وَيَضِيقُ صَدْرِي} "ويضيقَ صدري" (٣) بالرفع والنصب فيهما، ومنها ما يتغير معناه ويزول بالإعراب ولا تتغير صورته، مثل "ربُّنا باعدَ بين أسفارنا" و {رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا} (٤) ، ومنا ما يتغير معناه بالحروف واختلافها


(١) قرأ ابن كثير بزيادة "من" وخفض تاء "تحتها" في سورة التوبة "الآية: ١٠٠"، وكذلك هي في المصاحف المكية، وقرأ الباقون بحذف لفظ "من" وفتح التاء وكذلك هي في مصاحفهم، واتفقوا على إثبات "من" "تحتها" في سائر القرآن "انظر: كتاب المصاحف ص٤٧: والنشر ٢/ ٢٨٠".
(٢) يعني "أطهر" "هود: ٧٨" بضم الراء، هي قراءة الأئمة العشرة المشهورين، و"أطهر" بفتح الراء هي قراءة سعيد بن جبير وغيره "انظر: المحتسب ١/ ٣٢٥".
(٣) النصب عطفا على {أَنْ يُكَذِّبُونِ} قراءة ليعقوب الحضرمي، والرفع قراءة الباقين من الأئمة العشرة "انظر: النشر ٢/ ٣٣٥".
(٤) سبأ: ١٩، "ربنا" بالرفع و"باعد" بوزن فاعل ماض هي قراءة يعقوب الحضرمي وبالنصب و"باعد" فعل أمر هي قراءة الجمهور، وبالنصب و"بعد" مضعفا هي قراءة ابن كثير وأبي عمرو وهشام "انظر: النشر ٢/ ٣٥٠"، وكلمة "بعد" في المصحف بغير ألف، فاحتملت هذه القراءات.