للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى} (١) ، وهي صلاة العصر، "فإن فاءوا فيهن" (٢) , وأمثال هذا مما وجدوه في بعض المصاحف، فمنع عثمان رضي الله عنه من هذا الذي لم يثبت ولم تقم به الحجة، وحرقه، وأخذهم بالمستيقن المعلوم من قراءات الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ".

"فأما أن يستجيز هو أو غيره من أئمة المسلمين المنع من القراءة بحرف ثبت أن الله تعالى أنزله، ويأمر بتحريقه والمنع من النظر فيه والانتساخ منه، ويضيق على الأمة ما وسعه الله تعالى، ويحرم من ذلك ما أحله، ويمنع منه ما أطلقه وأباحه، فمعاذ الله أن يكون ذلك كذلك".

وقال في موضع آخر:

"ليس الأمر على ما توهمتم من أن عثمان رضي الله عنه جمعهم على حرف واحد وقراءة واحدة، بل إنما جمعهم على القراءة بسبعة أحرف وسبع قراءات، كلها عنده وعند الأمة ثابتة عن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ".

وساق الكلام في تقرير ذلك إلى أن قال:

".. لئلا تسقط قراءة قرأ بها الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويعفو أثرها، ويندرس رسمها، ويظن بعد ذلك القارئ بها أنه قارئ بغير ما أنزل الله من القرآن".

"وعرف عثمان حاجة الناس إلى معرفة جميع تلك الأحرف، كتبها


(١) البقرة: ٢٣٨، قراءة "صلوة العصر"، تروى عن ابن عباس وعائشة وحفصة وأم سلمة كما روي في كتاب المصاحف ص٧٧-٨٧.
(٢) بزيادة "فيهن" "البقرة: ٢٢٦"، وهي قراءة عبد الله بن مسعود كما ورد في الكشاف ١/ ٢٦٩.