الإسلامي ولا غبار عليه. وفوق ذلك فإن فارق السن بين فاطمة بنت النذر وبين تلميذها ابن إسحاق كبير وينتفي معه أي سبب للغيرة -التي هي شيء طبيعي في طبائع الناس لو كان لها ما يبررها- فقد ولدت فاطمة -زوج هشام- عام ٤٨هـ. وأما ابن إسحاق فقد ولد عام ٨٥ هـ كما سبق ذكره، فهي تكبره بسبع وثلاثين سنة.
مكانة ابن إسحاق العلمية:
سبق الحديث عن مكانة ابن إسحاق العلمية وإمامته في علم المغازي والسير ولا يكاد يوجد خلاف -بل هناك إجماع- على أنه إمام ورائد في ذلك الفن، وكتابه في سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- عمدة في ذلك العلم الجليل، وعليه اعتمد ومنه أخذ ونهل كل من كتب بعده في سيرة الرسول ومغازيه، وإليك آراء العلماء في مكانة ابن إسحاق، ودرجة الثقة به في الحديث الشريف عن رجال الجرح والتعديل.
فمن المعلوم أن العلماء -خاصة رجال الجرح والتعديل أو من يسمون بعلماء الرجال- يتشددون للغاية في الحكم على الرجال الذين يأخذون عنهم الحديث، أكثر من تشددهم في الحكم على رجال المغازي والسير ورواة التاريخ والأخبار، وذلك لأن الحديث الشريف هو المصدر الثاني من مصادر الشريعة الإسلامية -بعد القرآن الكريم- وينبني عليه معرفة الحلال والحرام، وأحكام