حقوق النبي صلى الله عليه وسلم على أمته في ضوء الكتاب والسنة

المبحث السادس: وجوب الإيمان بعصمته صلى الله عليه وسلم. - المطلب الثاني: الجوانب التي عصم فيها النبي صلى الله عليه وسلم - ج: 1 - ص: 137

"ذكر ما خصه الله عز وجل به من العصمة وحماه من التدين بدين الجاهلية ... " وقد أورد تحت هذا العنوان العديد من الأحاديث والشواهد في هذا الشأن١.

وكذلك فعل البيهقي٢ في دلائل النبوة أيضا فعقد عنوانا لهذا الموضوع فقال:

"باب ما جاء في حفظ الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم في شبيبته عن أقذار الجاهلية ومعائبها، لما يريده به من كرامته برسالته حتى يبعث رسولا"٣.

ومثلهما السيوطي في الخصائص الكبرى٤ حيث قال: "باب اختصاصه صلى الله عليه وسلم بحفظ الله إياه في شبابه عما كان فيه أهل الجاهلية"٥.

الإجماع:

نقل الجرجاني٦ إجماع الأمة على عصمة الأنبياء من الكفر والشرك قبل النبوة وبعد حيث قال: "وأما الكفر فأجمعت الأمة على عصمتهم منه قبل النبوة وبعدها ولا خلاف لأحد منهم في ذلك"٧.

---

١ انظر (ص ١٤٣- ١٤٧) .
٢ أحمد بن الحسين البيهقي، صاحب التصانيف المشهورة ومنها: السنن الكبرى، وشعب الإيمان، ودلائل النبوة، ولد سنة ٣٨٤ هـ وتوفي سنة ٤٥٨ هـ. تذكرة الحفاظ (٣/ ١١٣٢) والأعلام (١/١١٦)
٣ انظر (٢/ ٣٠، ٤٢) .
٤ عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطى حافظ مؤرخ أديب له نحو (٦٠٠ مصنف) ولد سنة ٨٤٩ هـ وتوفي سنة ٩١١ هـ. الأعلام (٣/ ٣٠١- ٣٠٢) .
٥ انظر: (١/ ١٤٨، ١٥٢) .
٦ هو: علي بن محمد بن علي المعروف بالشريف الجرجاني ولد سنة ٧٤٠ هـ وتوفي سنة ٨١٦ هـ له كتاب التعريفات، وشرح المواقف وغيرهما. الأعلام (٥/ ٧) .
٧ شرح المواقف (ص ١٣٤) .