للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد ذكر بعض العلماء: أن ظاهر الحديث ليس مرادا، فليس المقصود أنه باشر الاستلام، وإنما المقصود أنه شهد مباشرة المشركين استلام أصنامهم١.

الشق الثاني: عصمته صلى الله عليه وسلم من الكفر والشرك بعد النبوة:

بعث الله تعالى نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم ليدعو الناس إلى عبادة الله وحده وترك ما هم فيه من الكفر والشرك.

ولقد كان صلى الله عليه وسلم في تطبيق ما أمر به هو المثل الأعلى الذي يحتذى به. قال تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} ٢.

فهو منزه عن كل ضلال وغواية كما أخبر الله بذلك في كتابه العزيز {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى} ٣ فهذه شهادة للرسول صلى الله عليه وسلم بأنه راشد تابع للحق ليس بضال ولا غاو، بل هو صلوات الله وسلامه عليه في غاية من الاستقامة والاعتدال والسداد والهداية.

وإجماع الأمة منعقد على ذلك قال الرازي٤: "واجتمعت الأمة على أن الأنبياء معصومون عن الكفر والبدعة"٥.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "ففي الجملة كل ما يقدح في نبوتهم


١ ميزان الاعتدال (٣/ ٣٥) ، وتاريخ بغداد (١١/ ٢٨٦) .
٢ الآيات (١٦٢، ١٦٣) من سورة الأنعام.
٣ الآية (٢) من سورة النجم.
٤ هو محمد بن عمر الرازي الملقب بالفخر الرازي، ولد سنة ٥٤٤ هـ وتوفي سنة ٦٠٦ هـ. الأعلام (٤/ ٣١٣) .
٥ عصمة الأنبياء (ص ١٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>