للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعضهم لا يكاد يروي شيئا كسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل١ وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة"٢.

ولقد تبعهم من بعدهم من التابعين ومن بعدهم على ذلك.

وكما احتاط السلف في التحديث احتاطوا وتثبتوا كذلك في قبول الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال الذهبى: "كان أبو بكر رضي الله عنه أول من احتاط في قبول الأخبار، فروى ابن شهاب عن قبيصة بن ذؤيب٣ أن الجدة جاءت إلى أبي بكر تلتمس أن تورث فقال: لا أجد لك في كتاب الله شيئا وما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر لك شيئا، ثم سأل الناس فقام المغيرة وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيها السدس. فقال: هل معك غيرك؟، فشهد محمد بن مسلمة بمثل ذلك فأنفذه لها أبو بكر رضي الله عنه".

واستشار عمر بن الخطاب رضي الله عنه الناس في إملاص المرأة٤، فقال المغيرة بن شعبة٥: شهدت النبي صلى الله عليه وسلم قضى فيه بغرة عبد أو أمة.


١ سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، أسلم قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم، شهد أحدا والمشاهد بعدها وكان من فضلاء الصحابة، وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة توفي بالمدينة سنة خمسين وقيل بعد ذلك. الإصابة (٢/ ٤٤) .
٢ كتاب تأويل مختلف الحديث، لابن قتيبة الدينورى (ص ٣٠) .
٣ قبيصة بن ذؤيب بن حلحلة الخزاعي، تابعي ثقة، ولد عام الفتح، وكان من فقهاء أهل المدينة وصالحيهم، مات سنة ٨٦ هـ وقيل غير ذلك. تهذيب التهذيب (٨/ ٣٤٦، ٣٤٧) .
٤ هو أن تزلق الجنين قبل وقت الولادة. النهاية (٤/ ٣٥٦) .
٥ المغيرة بن شعبة بن أبي عامر الثقفي، صحابي جليل، أسلم قبل عمرة الحديبية، وشهدها وبيعة الرضوان، وكان من دهاة العرب. مات سنة خمسين عند الأكثر. الإصابة (٣/ ٤٣٣، ٤٣٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>