للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يلقى في النار" ١، فأخبر أن العبد لا يجد حلاوة الإيمان إلا بأن يكون الله أحب إليه مما سواه، ومحبة الرسول هي من محبته، ومحبة المرء إن كانت لله فهي من محبة الله، وإن كانت لغير الله فهي منقصة لمحبة الله مضعفة لها، وتصدق هذه المحبة بأن يكون كراهته لأبغض الأشياء إلى محبوبه - وهو الكفر - بمنزلة كراهته لإلقائه في النار أو أشد.

ولا ريب أن هذا من أعظم المحبة، فإن الإنسان لا يقدم على محبة نفسه وحياته شيئا، فإذا قدم محبة الإيمان بالله على نفسه بحيث لو خير بين الكفر وإلقائه في النار لاختار أن يلقى في النار ولا يكفر كان الله أحب إليه من نفسه فالحديث دل على أن حلاوة الإيمان تتبع كمال محبة العبد لله، وهذه الحلاوة لا تحصل إلا بثلاثة أمور:

أ- تكميل هذه المحبة، ٢- تفريعها، ٣- دفع ضدها.

١- "فتكميلها": أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، فإن محبة الله ورسوله لا يكتفي فيها بأصل الحب، بل لابد أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما.

٢- و"تفريعها": أن يحب المرء لا يحبه إلا لله.

٣- و"دفع ضدها" أن يكره ضد الإيمان أعظم من كراهته الإلقاء في النار٢ وهذه المحبة هي فوق ما يجده سائر العشاق والمحبين من محبة محبوبهم، بل


١ أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الإيمان: باب حلاوة الإيمان، فتح الباري (١/ ٦٠) ح ١٦، وأخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان: باب بيان خصال من اتصف بهن وجد حلاوة الإيمان (١/ ٤٨) .
٢ مجموع الفتاوى (١٠/ ٢٠٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>