للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وِزْرَكَ صَدْرَكَ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} ١

قال ابن عباس رضي الله عنهما: "رفع الله ذكره، فلا يذكر إلا ذكر معه. وفي هذا الدليل نظر، لأن ذكره صلى الله عليه وسلم مع ذكر ربه هو الشهادة له بالرسالة إذا شهد لمرسله بالوحدانية، وهذا هو الواجب في الخطبة قطعا بل هو ركنها الأعظم، وقد روى أبو داود، وأحمد وغيرهما من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "كل خطة ليس فيها تشهد فهي كاليد الجذماء" ٢ واليد الجذماء: المقطوعة، فمن أوجب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الخطة دون التشهد فقوله في غاية الضعف.

وقد روى ابن جرير في تفسيره بسنده عن قتادة {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} رفع الله ذكره في الدنيا والآخرة، فليس خطب ولا متشهد، ولا صاحب صلاة إلا ينادى بها: أشهد أن لا اله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله٣.

وعن الضحاك {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} قال إذا ذكرت ذكرت معي ولا يجوز خطبة ولا نكاح إلا بذكرك٤ معي.

وعن مجاهد {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} قال: لا أذكر إلا ذكرت معي أشهد


١ الآيات (١- ٤) من سورة الشرح.
٢ أخرجه أحمد في المسند (٢/ ٣٠٢، ٣٤٣) . وأخرجه أبو داود في سننه، كتاب الأدب، باب في الخطبة (٥/ ١٧٣) ح ٤٨٤١ وأخرجه الترمذي في سننه، كتاب النكاح، باب ما جاء في خطبة النكاح (٣/ ٤١٤) ح ١١٠٦ وقال هذا حديث حسن صحيح غريب.
٣ تفسيرالطبري (٣٠/ ٢٣٥) .
٤ أورده السيوطي في الدر المنثور وعزاه لعبد بن حميد (٦/ ٣٦٣)

<<  <  ج: ص:  >  >>