للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنه قال: "إن البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي" ١.

وعن عوف بن مالك الأشجعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قعد أو قعد أبو ذر- فذكر حديثا طويلا- وفيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن أبخل الناس من ذكرت عنده فلم يصل علي" ٢.

قالوا: فإذا ثبت أنه بخيل فوجه الدلالة به من وجهين:

أحدها: أن البخل اسم ذم، وتارك المستحب لا يستحق اسم الذم قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ} ٣ فقرن البخل بالاختيال والفخر، والآمر بالبخل، وذم على المجموع، فدل على أن البخل صفة ذم، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "وأي داء أدوأ من البخل" ٤.

الثاني: أن البخيل هو مانع ما وجب عليه، فمن أدى الواجب عليه كله لم يسم بخيلا، وإنما البخيل مانع ما يستحق عليه إعطاؤه وبذله.


١ أخرجه الإمام أحمد في المسند (١/ ٢٠١) . والترمذي في سننه، كتاب الدعوات، باب قول رسول الله صلى الله عليه وسلم رغم أنف رجل (٥/ ٥٥١) ح ٣٥٤٦ وقال: حديث حسن صحيح غريب والنسائي في اليوم والليلة (٥٥) . وابن حبان في صحيحه (٢٣٨٨) مرارد. والحاكم في المستدرك (١/ ٥٤٩) وصححه ووافقه الذهبي. وأخرجه إسماعيل بن اسحاق القاضي في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم (ص ١٥) ح ٣٣.
٢ أخرجه إسماعيل بن إسحاق القاضي (ص ١٦) رقم ٣٧ وقال الألباني في تعليقه عليه: حديث صحيح بشاهده المتقدم والآتي بعده، ورجال إسناده ثقات لولا الرجل الذي لم يسم. وقد رواه ابن أبي عاصم في "كتاب الصلاة" من طريتى أخرى عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي ذر، فأحد الطريقين يقوى الآخر.
٣ الآيتان (٢٣- ٢٤) من سورة الحديد.
٤ أخرجه البخاري في الأدب المفرد رقم (٢٩٦) عن جابر رضي الذ عنه والإمام أحمد في المسند (٣/٣٠٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>