للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣- التوسل بالاستغفار والتسبيح والدعاء:

وهذا من أفضل ما يتوسل به العبد إلى ربه فقد أثنى الله على المستغفرين من ذنوبهم التائبين إليه كما في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ} ١.

وكان صلى الله عليه وسلم يكثر من الاستغفار وحث أمته عليه، وأرشدهم إلى ملازمته لما فيه من إظهار العبودية لله والافتقار إليه والذل والخشوع له ولا شك أن حاجة الأمة إلى الاستغفار والتوبة أشد من احتياجه صلى الله عليه وسلم لذلك.

فقد قال صلى الله عليه وسلم: "يا أيها الناس توبوا إلى الله فإني أتوب في اليوم إليه مائة مرة" ٢.

وعنه صلى الله عليه وسلم أنة قال: "إنه ليغان على قلبي وإني لاستغفر الله في اليوم مائة مرة" ٣. والغين هو ما يتغشى القلب٤.

وأما الدعاء فإنه أقوى وسائل التقرب إلى الله وأفضل ما يتقرب به العبد إلى مولاه فالدعاء مخ العبادة.

قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} ٥.

وقال تعالى {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا


١ الآية (١٣٥) من سورة آل عمران.
٢ أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار باب استحباب الاستغفار والاستكثار منه (٨/ ٧٢، ٧٣) .
٣ أخرجه مسلم في صحيحه، كناب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار باب اسثحباب الاستغفار والاستكثار منه (٨/ ٧٢، ٧٣) .
٤ شرح النووي (١٧/ ٢٣)
٥ الآية (٦٠) من سورة غافر.

<<  <  ج: ص:  >  >>