للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"حديث آخر عن ابن مسعود":

قال ابن١ جرير: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أنا ابن وهب، أخبرني حَيْوَة بن شريح، عن عقيل بن خالد، عن سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه، عن ابن مسعود، عن النبى -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنه قال: "كان الكتاب الأول نزل من باب واحد وعلى حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف: زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال، فأحِلُّوا حلاله وحرِّموا حرامه، وافعلوا ما أُمِرْتُم به، وانتهوا عما نُهِيتُم عنه، واعتبروا بأمثاله، واعملوا بمحكمه، وآمنوا


١ في "تفسيره" "رقم ٦٧".
وأخرجه ابن حبان "٧٤٥"، والطحاوي في "المشكل" "٤/ ١٨٤-١٨٥" وأبو نصر السجزي في "الإبانة" -كما في "الدر" "٢/ ٦"، والهروي في "دم الكلام" "ق٦٢/ ٢" -كما في "الصحيحة" "٥٨٧"، وابن عبد البر في "التمهيد" "٨/ ٢٧٥"، والحاكم "١/ ٥٥٣، ٢/ ٢٨٩-٢٩٠", وصحَّحَه ولم يوافقه الذهبي في الموضع الثاني, وتعقبه الحافظ -أعني: الحاكم- في "الفتح" "٩/ ٢٩" وقال: "في تصحيحه نظر؛ لانقطاعه بين أبي سلمة وابن مسعود", وسبقه ابن عبد البر والطحاوي إلى هذا الإعلال؛ فقال الأول في "التمهيد" "٨/ ٢٧٥": "وهذا حديث عند أهل العلم لا يثبت؛ لأنه يرويه حيوة عن عقيل، عن سلمة هكذا، ويرويه الليث عن عقيل، عن ابن شهاب، عن سلمة بن أبي سلمة، عن أبيه عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأبو سلمة لم يلق ابن مسعود، وابنه سلمة ليس ممن يحتج به". أ. هـ.
وقال الطحاوي: "فاختُلِفَ حيوة والليث على عقيل في إسناد هذا الحديث ... قال: وكان أهل العلم بالأسانيد يدفعون هذا الحديث لانقطاعه في إسناده، ولأن أبا سلمة لا يتهيأ في سنه لقاء عبد الله بن مسعود ولا أخذه إياه عنه" فحاصل الكلام أن الحديث أُعِلَّ بعلتين: إحداهما الانقطاع, والثانية الإرسال. =

<<  <   >  >>