للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.............................................................................................


= أخرجه البغوي في "معجمه" -كما في "الكنز" "١/ ٦١٨"- والبخاري في "التاريخ الكبير" "١/ ١/ ٣٨٢" وقال:
"وقال عبد الصمد: حدثنا حرب أبو ثابت، سمع إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أبيه، عن جَدِّه، عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مثله. وقال بعضهم: لُقِّن عبد الصمد، فقالوا: ابن عبد الله بن أبي طلحة، ولم يكن في كتابه "ابن عبد الله", وقال الحسن بن علي: حدثنا يزيد بن هارون، عن حرب، عن إسحاق بن جارية، قال: لقيتُهُ بواسط القصب، أو كما قال". أ. هـ.
قلت: فالبخاري يشير إلى الاختلاف في نسب "إسحاق"، وكأن البخاري يرجح أنه "إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة"، فإنه نقلَ توهيم عبد الصمد بعبارة قلقة، فقال: "وقال بعضهم"، وفي ترجمة "حرب بن أبي حرب أبو ثابت" "٢/ ١/ ٦٢" قال: "وقال مسلم: حَدَّثَنَا حرب بن ثابت، سمع إسحاق بن عبد الله, حدثني إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عبد الصمد، قال: حَدَّثَنَا حرب أبو ثابت، قال: حَدَّثَنَا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة. ويُقَالُ: إن هذا إسحاق ليس بـ "ابن أبي طلحة"، وَهِمَ فيه عبد الصمد من حفظه، وأصله صحيح". أ. هـ.
فقد استفدنا من ترجمة البخاري هذه أن عبد الصمد تُوبِعَ على جعله "إسحاق بن عبد الله"، تابعه مسلم بن إبراهيم الفراهيدي، وكأن البخاري يضعِّفُ دعوى توهيم عبد الصمد؛ إذ إنه نقله بلفظ "يقال" الذي يفيد التضعيف غالبًا.
وقد انفصل الشيخ أبو الأشبال أحمد شاكر -رحمه الله- على ذلك، لكنه فَهِمَ من قول البخاري: "واصله صحيح" أنه يعني صحة الحديث، فقال في تعليقه على "تفسير الطبري" "١/ ٢٧": "وأصله صحيح، يعني: أصل الحديث، فهو تصريح منه بصحة الحديث، وبرفض قول هذا القائل الذي شك فيه". أ. هـ.
وما فهمه الشيخ أبو الأشبال بعيد، فإن معنى قول البخاري هنا: "وأصله صحيح" يعني "كتابه صحيح"، ثم إني أرجِّح الآن أن هذه الجملة =

<<  <   >  >>