للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: قال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لله أشد أذنا إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القَيْنَةِ إلي قَيْنَتِه".

وقول سفيان بن عيينة: أن المراد بالتغنِّي: يستغني به، فإن أراد أنه يستغني به عن الدنيا، وهو الظاهر من كلامه الذي تابعه عليه أبو عبيد القاسم بن سلَّام وغيره، فخلاف الظاهر من مراد الحديث؛ لأنه قد فسَّره بعض رواته بالجهر، وهو تحسين القراءة والتحزين بها.

قال حرملة: سمعت ابن عُيَيْنَةَ يقول: معناه: يستغنى به، فقال لى الشافعى: ليس هو هكذا، ولو كان هكذا لكان يتغانَى، إنما هو يتحزَّن


= وجوَّدَه المصنف كما رأيت، وفي قولهما تسامح؛ لأن ميسرة هذا قال الذهبي: في "الميزان": "ما حدَّث عنه سوى إسماعيل بن عُبَيْد الله", فهو مجهول العين وإن وثَّقَه ابن حِبَّان كما هو معروف.
كيف وقد اختُلِفَ على الوليد بن مسلم في إسناده، فقد رواه دحيم وإسحاق بن إبراهيم الطالقاني عن الوليد, ثنا الأوزاعى، عن إسماعيل بن عُبَيْد الله, عن فَضَالََةَ بن عُبَيْد مرفوعًا. فسقط ذكر "ميسرة".
أخرجه أحمد "٦/ ١٩", والحاكم "١/ ٥٧٠-٥٧١" وقال: "صحيح على شرط الشيخين"، فردَّه الذهبي بقوله: "منقطع"، وهذا الوجه أرجح من الأول؛ لأن يحيى بن حمزة والوليد بن مزيد وبشر بن بكر ومحمد بن شعيب بن شابور، رووه عن الأوزاعي، عن إسماعيل بن عُبَيْد، عن فَضَالَةَ بن عُبَيْد مثله. أخرجه أبو عبيد في "الفضائل" "ص٧٧-٧٨"، والحاكم "١/ ٥٧٠-٥٧١"، والآجري في "أخلاق حملة القرآن" "٨٠"، والبيهقي في "الشعب" "ج٥/ رقم ١٩٥٧", وتابعه ثور بن يزيد، عن إسماعيل بن عُبَيْد الله، عن فَضَالَةَ. أخرجه البخاري في "الكبير" "٤/ ١/ ١٢٤", فهذا الوجه أقوى بلا ريب، فالصواب في الإسناد أنه ضعيف من الوجهين. والله أعلم.

<<  <   >  >>