للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

القاموس وأشكل الأمر التبس وشكَل وإن كان الأصل من حيث أن حروفه أصول ووزن أشكل (أفعل) فالهمزة زائدة لمجرد النقل وتقول لاح البرق، وألاح فهذا ينطق بثلاثية قبل الهمزة وهو غير متعد، وتدخل الهمزة عليه فيبقى كذلك فيعلم أن الهمزة لا معنى لها فيه إلا مجرد النقل خاصة.

وسواء كان الفعل غير متعد كما ذكر أو متعديا كقوله: وقفت الدابة وأوقفتها ومهرت المرأة وأمهرتها، وسقيته وأسقيته فهذا يستعمل بغير الهمزة متعديا وبالهمزة كذلك فعلم أن الهمزة ليس لها معنى إلا مجرد النقل خاصة قال الله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ} .

وقال الشاعر: ١

سريت بهم حتى يكل مطيهم ... وحتى الجياد ما يقدن بأرسان

وقال آخر:٢

سقى قومي بني بكر وأسقى ... نُميرا والقبائل من هلال

ثم ذكر بعد ذلك أن الهمزة في صيغة (أفعل) تفيد التعدية والنقل معا قال:٣

الموضع التاسع: أن تكون للتعدية والنقل معا وذلك أكثر من أن يحصى وذلك إذا كان الفعل في أصله ثلاثيا لا يتعدى فيصير بالهمزة رباعيا يتعدى ويكون متعديا إلى واحد فيصير إلى اثنين، ويكون إلى اثنين فيصير إلى ثلاثة وذلك نحو قام زيد، وأقمت زيدا وكرم زيد، وأكرمته وعطى زيد الكأس، وأعطيتها عمرا، وعلمت زيدا منطلقا، وأعلمت عمرا زيدا منطلقا قال الله تعالى: {وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} والأصل: ترفوا، وقال تعالى: {فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضاً} والأصل تبع بعضهم بعضا وعليه {فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ} وقال الشاعر:٤

فأتبعتهم طرفي وقد حال دونهم ... غوارِب رمل ذي ألاءٍ وشِبرق


١ البيت لامرئ القيس ديوانه ص ٩٣، الكتاب ص ٤٨٩ ومعاني القرآن ج ١ ص ١٣٣ واللسان (مطا) وابن يعيش ج ٥ ص ٧٩ والمغني والأشموني وشواهد المغني ص ٣٧٤.
٢ البيت للبيد ديوانه ص ٩٣، ونوادر أبي زيد ص ٢١٣، واللسان (مجد) والخصائص ج ١ ص ٣٧٠ باب في لفصيح يجتمع في كلامه لفتان فصاعدا.
٣ انظر المرجع السابق ص ١٥١.
٤ البيت لامرئ القيس ديوانه ص ١٦٩، وطرفي عيني، غوارب الرمل: أوائله، الالأ: الشجر وكذلك الشبرق.

<<  <  ج: ص:  >  >>