للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الشيء أي صادفته ووفقته كذلك كقوله: (وأهيج الخلصاء من ذات البرق) ١ أي صادفها هائجة النبات وقوله: (فمضى وأخلف من قتيلة موعدا٢) أي صادفه مخلفا.

وقوله:٣

أصم دعاء عازلتي تحجّي ... بآخرنا وتنسى أولينا

وقوله:٤

فأصممت عمرا وأعميته ... عن الجود والمجد يوم الفخار

أي صادفته أعمى: وحكى الكسائي: دخلت بلدة فأعمرتها أي وجدتها عامرة ودخلت بلدة فأخربتها أي وجدتها خرابا ونحو ذلك.

ثم يعقب ابن جني بعد هذا بقليل بقوله: وإذا صح هذا الموضع ثبت به لنا أصل شريف يعرفه من يعرفه ولولا ما تعطيه العربية صاحبها من قوة النفس ودربة الفكر لكان هذا الموضع ونحوه مجوزا عليه غير مأبوه له.

وقال ابن قتيبة في أدب الكاتب٥: باب أفعلت الشيء وجدته كذلك أتيت فلانا فأحمدته وأذممته وأخلفته أي وجدته محمودا مذموما ومخلافا للوعد، وأتيت فلانا فأبخلته وأجبنته وأحمقته وأنوكته وأوهجته إذا وجدته كذلك وأقهرته إذا وجدته مقهورا.

وأنشد:

تمنى حصين أن يسود جذاعه ... فأمسى حصين قد أندَّ وأقهر

الخ

المعنى السادس المستفاد من صيغة (أفعل) للدعاء نحو: أسقيته أي: دعوت له بالسقيا،والأكثر إذا في استعمال الدعاء فع َّل نحو جّدَّعه وعَقَّره فهو دعاء عليه.

المعنى السابع المستفاد من صيغة (أفعل) الإعانة كأحلبت فلانا وأرعيته أي أعنته على الحلب والرعي٦.

المعنى الثامن المستفاد من أفعل المطاوعة (لفعّل) كفطرته فأفطر وبشرته فأبشر٧ وقد يكون مطاوعا (لفعل) المتعدي بغير تشديد العين –فيكون أفعل لازما بالهمزة وبغير


١ لرؤبه من أرجوزة التي أولها: وقاتم الأعماق خاوي المخترق والحديث عن حمار الوحش والخلصاء، والبرق جمع لبرقة وهي مكان فيه حجارة ورمل.
٢ الأعشى من قصيدته التي هذا البيت مطلعها وصدره: أثوى وقصر ليله ليزودا.
٣ لابن أحمر وقوله: (تحجي بآخرنا) أي تسبق إليهم باللوم.
٤ لم أعثر على نسبته وذكره ابن قتيبة في المعاني الكبير ص ٥٢١.
٥ انظر أدب الكاتب ص ٤٧٢.
٦ انظر اللمع ج ٢ ص ١٦١.
٧ انظر سيبويه ج ٢ ص ٢٣٥، والشافية ج ١ ص ٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>