للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

موضع في كتابه كما في كتاب إكمال الدين وإتمام النعمة نقلا عن كتاب الحكومة الإسلامية (ص٧٦ - ٧٧)، (نحيلك في هذا على صفحة (ص٧٦ - ٧٧) من كتابه الحكومة الإسلامية) لنرى تلك

الرواية الغريبة العجيبة التي نقلها الخميني من كتاب الوسائل (١٨/ ١٠١) كتاب القضاء الباب الحادي عشر الحديث ٩ التاسع والنقل بواسطة كتاب إكمال الدين وإتمام النعمة في كتاب (الغربة) ورواه الطبري في (الاحتجاج).

ماذا تقول هذه الرواية المنقولة بالإسناد، وما أعجبه من إسناده، تقول أن (إسحاق بن يعقوب قال: سألت محمد بن عثمان العمري أن يوصل لي كتابا قد سألت فيه عن مسائل أشكلت على) ترى هذا الكتاب موجه إلى من؟ إنه موجه إلى الإمام الغائب بواسطة أحد نواه وهو محمد بن عثمان العمري.

والخميني يقرر هذه الرواية ويصدقها ويقول: (الرواية الثالثة توقيع صدر عن الإمام الثاني عشر القائم المهدي وسنعرضه مع بيان كيفية الاستفادة منه).

نعم وجه هذا الرجل (إسحاق بن يعقوب) (لاحظ الاسمين: اسم الأب والجد فهما اسمان يهوديان في الأصل)، وجه رسالته إلى الإمام المنتظر وورد التوقيع بخط مولانا صاحب الزمان عليه السلام، والذي يعنينا من جوابه هذه الفقرة التي احتج بها الخميني على إمامه الفقيه وهي قوله: (وإما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا، فإنهم حجتي عليكم، وأنا حجة الله، وأما محمد بن عثمان العمري فرضي الله عنه، وعن أبيه من قبل، فإنه ثقتي وكتابه كتابي).

يقول الخميني في جملة تعليقه على هذه الخرافة (فالسائل المعاصر لأوائل غيبة الإمام، وهو على اتصال بنوابه، ويراسل الإمام ويستفتيه، لم يكن يسأل عن المرجع والفتوى ... )

وهذه الرواية توضح الفائدة العظيمة التي قصد إليها أولئك الذين زعموا غيبة الإمام، فقد قصدوا أن تصير إليهم أمور الشيعة، وليس الأمر ذلك فحسب، بل أصبحت هذه عقيدة عند الشيعة لا يستطيعون أن يتخلصوا منها، وأصبح حالهم مع فقهائهم حال العبيد مع الأسياد، ذلك أن أئمتهم قالوا لهم (وهو قول مكذوب باطل) قالوا لهم (رواة حديثنا حجة عليكم) ولا يفوتني أن أوجه الانتظار هنا إلى أن محمد بن عثمان (النائب من الإمام) لم ينسى أو ينص في روايته المفتراه، على مقامه العالي ومنزلته العظيمة، حيث زعم على لسان الإمام صاحب الزمان قوله (أما محمد بن عثمان العمر فرضي الله عنه، وعن أبيه من قبل).

وبهذه العقيدة، عقيدة الغيبة، يستطيع أي رجل معاد للإسلام وأهله، إذا وصل إلى مرتبة القيادة عند الشيعة أن يزعم أنه اتصل بالإمام صاحب الزمان، وأرمه بكذا وكذا، ومما فيه تخريب للعباد والبلاد، ويستطيع أن يوجه طاقات الشيعة التي حرب الإسلام والكيد لأهله.

<<  <   >  >>