والخميني يؤمن بغيبة الإمام الثاني عشر، ويصدق برجعته يوما ما، وتجد هذا مبثوثا في صفحات كتابه مما يدل على أنها عقيدة راسخة عنده لا تصل الشك ونحن ننقل لك شيئا من عباراته علاوة على ما نقدم، ففي (ص٢٦) يقول: (قد مرّ على الغيبة الكبرى لإمامنا المهدي أكثر من ألف عام، وقد تمر ألوف السنين قبل أن تقتضي المصلحة قدوم الإمام المنتظر).
ويقول في (ص٤٨): (واليوم في عهد الغيبة لا يوجد نص على شخص معين يدير شئون الدولة).
ويقول في (ص٤٩): (وقد فوض الله الحكومة الإسلامية الفعلية. المفروض تشكيلها في زمن الغيبة) وانظر في (ص ٧٣،٧٩) فقد وردت أيضا هذه العقيدة في عرض الكلام.
وفي (ص١٤٤) يخاطب الشيعة قائلا: (جندوا أنفسكم لإمام زمانكم حتى تستطيعوا أن تبسطوا العدل في وجه البسيطة).
أما عن كيفية انتقال الإمامة والولاية إلى إمام الزمان، فيقول الخميني (ص٩٨): (رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي كان يلي أمور الناس كل شئ، وقد عين من بعده واليا على الناس أمير المؤمنين، واستمر انتقال الإمامة والولاية من إمام إلى إمام إلى أن انتهى الأمر إلى الحجة القائم).
[موقف الخميني من حكام المسلمين]
سمعنا أكثر من تصريح لقادة الحركة في إيران، يقولون بأن الإسلام لم يطبق طيلة التاريخ الإسلامي إلا في حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم- وفي فترة حكم علي بن أبي طالب، وواضح أنهم لا يعترفون بالعهد الذهبي للحكم الإسلامي في عهود الخلفاء الثلاثة أبي بكر وعمر وعثمان ولا يعترفون بالفترة المديدة من الحكم الإسلامي منذ عهد الأمويين بما فيهم الخليفة العادل عمر بن العزيز ولا بحكم العباسيين ومن بعدهم.
ولو قالوا إنه كان في بعض حكام الدولة الأموية والعباسية انحراف وفساد لما أنكرنا عليهم مذهبهم، ولكنهم يعممون كليا، يتنكرون فيه لماضي الأمة، ويتهمون الأمة في كل عصورها بما فيها عهد الخلفاء الراشدين بالانحراف. والخميني لم يخرف من مفهوم الشيعة في هذا، فقد قرر مذهبه الشيعي واستدل بأدلة الشيعة المحرفة أو المكذوبة.
فهو لا يذكر أحدا من الخلفاء: أبا بكر أو عمر أو عثمان أو غيرهم من الصحابة بخير ولا بورد لأحدهم اسما في كتابه. وعندما يحوجه الأمر إلى الاحتجاج لا يذكر إلا الرسول صلى الله عليه وسلم وعليا انظر إلى قوله (ص