حدثني يحيى بن إبراهيم البهزي من سليم عن سليمان بن محمد بن يحيى بن عروة عن أبيه قال: حدثني عمي عبد الله بن عروة قال: أقحمت السنة نابغة //١٦// بني جعدة فجاء إلى عبد الله بن الزبير في المسجد وأنشده:
حكيت لنا الصديق لما وليتنا = وعثمان والفاروق فارتاح معدم.
وسويت بين الناس في الحق = فعاد صباحا حالك اللون مظلم
أتاك أبو ليلى تجوب به الدجى = دجى الليل جواب الفلاة عتمتم
لتجبر منه جانبا زعزعت به = ضروب الليالي والزمان المصمم
فقال له عبد الله بن الزبير: أمسك عليك أبا ليلى فإن الشعر أهون وسائلك عندنا أما صفوة مالنا فلآل الزبير وأما عفوته فإن بني أسد يشغلها عنك وتميما ولكن لك في مال الله حقان: حق برؤيتك رسول الله صلى الله عليه وسلم وحق بشركتك أهل الإسلام في فيئهم ثم أخذ بيده فدخل به دار النعم فأعطاه قلائص سبعا وجملا وخيلا وأوقر له الركاب برا وتمرا وثيابا فجعل النابغة يستعجل فيأكل الحب صرفا فقال ابن