للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

مرو الروذ، وعسكر على مشارفها، لاقاه الأحنف بن قيس التميمي١، وقتل ثلاثة من فرسانه، كانوا طليعة يضربون بالطبول، إيذانا بتحرك الجيش التركي، ليبدأ المعركة، وارتجز أبياتا وهو يتجسس على الترك، ويردي كل من خرج من معسكرهم، صور فيها دور القائد، وواجبه الذي ينبغي عليه أن ينهض به. ومنها قوله٢:

إن الرئيس يرتبي ويطلع ... ويمنع الخلاء إما أربعوا٣

وقوله٤:

إن على كل رئيس حقا ... أن يخضب الصعدة أو تندقا٥

إن لنا شيخا بها ملقى ... سيف أبي حفص الذي تبقى

وبعد سنتين من خلافة عثمان بن عفان، تزايد بنو كنازا، وهم أخوال كسرى بنيسابور، فثاروا، وثنى أهل مرو الشاهجان، وثلث نيزك التركي فاستولى على بلخ، وألجأ من بها من العرب إلى مرو الروذ، وكان عليها عبد الرحمن بن سمرة، فكتب إلى عثمان بخلع أهل خراسان، وبالمثل وصف الشعراء الفرسان ثورة أهل خراسان، ونصحوا الخليفة أن لا يستهين بها. وسألوه أن يمدهم ببعث حتى يتمكنوا من قمع الخارجين عليهم، وفي ذلك يقول٦ أسيد بن المتشمس التميمي٧:

ألا بلغا عثمان عني رسالة ... فقد لقيت عنا خراسان بالغدر


١ انظر ترجمته في طبقات ابن سعد ٧: ٩٣ والتاريخ الكبير ١: ٢: ٥٠، والمعارف ص: ٤٣٣، والجرح والتعديل ١: ١: ٣٢١، والاستيعاب ص: ١٤٤، وأسد الغابة ١: ٥٥، وتهذيب تاريخ ابن عساكر ٧: ١٣، والبداية والنهاية ٨: ٣٢٦، وفيات الأعيان ٢: ٤٩٩، والإصابة ١: ١٠٠، وتهذيب التهذيب ١: ١٩١، وتقريب التهذيب ١: ٤٩، وشذرات الذهب ١: ٧٨.
٢ الطبري ٥: ٢٦٨٧.
٣ يرتبي: يعلو الرابية، وهي المكان المرتفع. والخلاء: المخيلون الفارغون، وأربعوا: اطمأنوا.
٤ الطبري ٥: ٢٦٨٧، وتهذيب تاريخ ابن عساكر ٧: ١٧، والبداية والنهاية ٧: ١٢٨.
٥ الصعدة: القناة المستوية تنبت كذلك ولا تحتاج إلى تثقيف. واندق: انكسر.
٦ ياقوت: ٢: ٤١٢.
٧ انظر ترجمته في طبقات خليفة بن خياط ص: ٤٦٢، والجرح والتعديل ١: ١: ٣١٦، وتهذيب التهذيب ١: ٣٤٧، وتقريب التهذيب ١: ٧٨.

<<  <   >  >>