للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ترقت الأسياف مسلولة ... تزيل بين العضد والساعد

تساقط الهامات من وقعها ... بين جناحي مبرق راعد

إذ أنت كالطفلة في خدرها ... لم تدر يوما كيدة الكائد١

إنا أناس حربنا صعبة ... تعصف بالقائم القاعد

أضحت سمرقند وأشياعها ... أحدوثة الغائب والشاهد

وكم ثوى في الشعب من حازم ... جلد القوى ذي مرة ماجد٢

يستنجد الخطب ويغشى الوغى ... لا هائب غس ولا ناكد٣

ليتك يوم الشعب في حفرة ... مرموسة بالمدر الجامد٤

تلعب بك الحرب وأبناؤها ... لعب صقور بقطا وارد

طار لها قلبك من خيفة ... ما قلبك الطائر بالعائد

لا تحسبن الحرب يوم الضحى ... كشربك المزاء بالبارد٥

أبغضت من عينك تبريحها ... وصورة في جسد فاسد

جنيد ما عيصك منسوبه ... نبعا ولا جدك بالصاعد٦

خمسون ألفا قتلوا ضيعة ... وأنت منهم دعوة الناشد٧

لا تمرين الحرب من قابل ... ما أنت في العدوة بالجامد

قلدته طوقا على نحره ... طوق الحمام الغرد الفارد٨


١ الطفلة: الجاية رقيقة البشر ناعمتها والطفلة: حديثة السن. والخدر: الخباء والبيت.
٢ ذي مرة: ذي قوة.
٣ يستنجد الخطب: يستصغر الأمر العظيم ولا يبالي به، أخذه من قولهم: استنجد فلان بفلان، إذا ضري به واجترأ عليه بعد هيبته إياه. والغس: الضعيف اللئيم.
والناكد: المشؤوم.
٤ مرموسة: مطمورة.
٥ المزاء: الخمر اللذيذة الطعم.
٦ العيص: الأصل، ومنسوبه: بدل اشتمال مما قبله. والجد: الحظ والنبع: شجر تتخذ منه القسي.
٧ الدعوة: القرابة والإخاء.
٨ الفارد: المنقطع عن غيره، المنتبذ بنفسه.

<<  <   >  >>