للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الشاهاجان، وأهدر دم ابن وشاح، ثم أعدمه، وهدد عقاب اللقوة الغداني التميمي١، لأنه حرض وشاح على الثورة. فهجاه اللقوة بهذه المقطوعة هجاء فاحشا عرض فيه به لانهزامه أمام أبي فديك الخارجي بالبحرين قبل أن يلي خراسان، وتخاذله في مجابهة الصغد ومكافحة موسى بن عبد الله بن خازم السلمي، وتنمره على العرب، وتحكمه في رقابهم، وحذره من مغبة إسرافه في تهديده له، واستخفافه به، معلنا أنه إذا استمر فيهما فإنه سيقود إليه جيشا ضخما يودي به. يقول٢:

إن الحواضين تلقاها مجففة ... غلب الرقاب على المنسوبة النجب٣

تركت أمرك من جبن ومن خور ... وجئتنا حمقا يا ألأم العرب٤

لما رأيت جبال الصغد معرضة ... وليت موسى ونوحا عكوة الذنب٥

وجئت ذيخا مغذا ما تكلمنا ... وطرت من سعف البحرين كالخرب٦

أوعد وعيدك إني سوف تعرفني ... تحت الخوافق دون العارض اللجب٧

يخب بي مشرف عار نواهقه ... يغشى الكتيبة بين العدو والحبب٨

وفي السنة نفسها عبر أمية النهر للغزو، فحوصر حتى جهد، وأشرف جنوده على


١ في الطبري ٨: ١٠٢٥، ومعجم الشعراء ص: ١٠٦: عتاب اللقوة، وفي معجم الشعراء: العدواني بدل الغداني، والصواب من الاشتقاق لابن دريد ص: ٢٣٠.
٢ الطبري ٨: ١٠٢٥، ومعجم الشعراء ص: ١٠٦.
٣ الحواضن: جمع حاضنة وهي الدجاجة، لأن أمية قال: وهل عقاب إلا دجاجة حاضنة "انظر الطبري ٨: ١٠٢٥" والحاضنة: التي تربي الطفل والمجففة: التي ليس في ثدييها حليب.
٤ الحمق: قلة العقل. وفي معجم الشعراء: جمعا.
٥ عكوة الذنب: أصله ومعظمه.
٦ الذيخ: ذكر الضباع كثير الشعر، والمغذ: المسرع. والخرب: مصدر الأخرب، وهو العبد مثقوب الأذن. وفي معجم الشعراء: كالجرب.
٧ الخوافق: السيوف. والعارض: الجيش الذي يسد الأفق لكثرته، واللجب: الذي له صوت وصياح وجلبه.
٨ يخب: يعدو، والناهقان: عظمان بارزان في وجه الفرس أسفل من عينيه، وفي معجم الشعراء: أقود مستشرقا عار نواهقه.

<<  <   >  >>