للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

قويا بحاضر قبائلهم ومواقفها المؤيدة للمصلحة العامة، واستمدوا فيه استمدادا محدودا من ماضيها وتاريخها القديم.

د- الرثاء:

وأما الرثاء فبث فيه الشعراء أحزانهم وآلامهم لفقد عظام الولاة، وضخام الشخصيات، أو لهلاك أشقائهم وأبنائهم، ووصفوا ما أصاب العرب عامة، وما حل بأهل الموتى والقتلى خاصة من الرزء الفادح لغيابهم. بل هم قد جمعوا فيه بين الندب والتأبين، وأضافوا إليهما العزاء، إذ بكوا المفقودين والهالكين، وناحوا عليهم، ودعوا بالرضوان لهم. وعددوا فضائلهم، وأحصوا محامدهم، وتطرقوا إلى التعزية فيهم، مرددين أن الموت قدر محتوم.

وأقل ما نقل من شعر الرثاء بخراسان يتعلق برثاء الشهداء الذين جادوا بأرواحهم وهم يفتحون خراسان، أو وهم يغيرون على بلاد ما وراء النهر، ومن أقدمه بيتان من قصيدة طويلة لكثير بن الغريزة النهشلي يستنزل فيهما رحمة الله الواسعة على الفرسان الذين استشهدوا مع الأقرع بن حابس التميمي في فتح الجوزجان، وهو يقول فيهما١:

سقى مزن السحاب إذا استهلت ... مصارع فتية بالجوزجان٢

إلى القصرين من رستاق خوط ... أقادهم هناك الأقرعان٣

ومن أندره وأشرفه وأبلغه ثلاث قصائد طوال للشمردل بن شريك اليربوعي


١ فتوح البلدان ص: ٣٩٨، والطبري ٥: ٢٩٠٢، وابن الأثير ٣: ١٢٦، وياقوت ٢: ١٤٩، والبداية والنهاية ٧: ١٦٠، والإصابة ٣: ٣١٢، وخزانة الأدب ٤: ١١٨.
٣ المزن: جمع مزنة، وهي المطرة، والسحابة ذات الماء.
٣ خوط: قرية من قرى بلخ وأقادهم: تقدمهم.

<<  <   >  >>