للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

كريمة قوم حملوني مجدهم ... وإني لهم ما دمت حيا لحامل

ورمز بعض شعرائهم بالغانية المحبوبة المطلوبة في مقدمته الغزلية، إلى أماني قبيلته السياسية، وآمالها في السلطة١.

وفي الجملة فإنهم لاءموا بين مقدمات قصائدهم وموضوعاتها ملاءمة دقيقة، وتأثروا الظروف التي نظمت فيها، والأهداف التي قيلت من أجلها. فهم إن وصفوا انكسارهم، ورثوا صرعاهم افتتحوا هذا الوصف والرثاء بالحديث عن الموت والحياة٢، وإن أفردوا بعض قصائدهم لتصوير مطالب قبائلهم وحقوقها الضائعة صدروا هذا التصوير بالحديث عن الأرق والهم الشاغل٣. وعلى هذا النحو كلما استقصينا مطولاتهم التي استهلوها بمقدمات، وجدنا اتساقا قويا بين مقدماتها وموضوعاتها ومناسباتها.

ونجم عن صبهم أكثر شعرهم في مقطوعات اختفاء التصريع من مطالعها إلا في مقطوعات وقصائد معدودة٤، ونتج عن تسرعهم في نظمها انتشار الجوازات النحوية في بعضها، مثل جزم الفعل المضارع دون عامل يوجب جزمه٥، أو رفع الاسم الذي ينبغي نصبه، مع أنه لا وجه لرفعه٦. وعممت في بعضها الضرورات العروضية، حتى إن أكثرهم ومشاهيرهم أقووا مرات في مقطوعاتهم ومطولاتهم، كبيان العنبري التميمي٧ وجرير بن عرادة التميمي٨، وعرفجة الدارمي


١ الأغاني "طبعة دار الكتب" ١٤: ٢٨٢، ٢٨٤، ٢٩٥.
٢ الطبري ٩: ١٥٥٦.
٣ الطبري ٩: ١٥٧٧.
٤ الطبري ٨: ١٢٢٦، ٩: ١٤١٤، ١٤٩٠، ١٥١٠، ١٥٧٧، ١٩٣٥.
٥ الطبري ٩: ١٥٥٨.
٦ الشعر والشعراء ١: ٤٣٣.
٧ الطبري ٩: ١٤٧٧.
٨ نقائض جرير والفرزدق ١: ٣٦٩.

<<  <   >  >>