للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الكبيرة. أما مديحه لقتيبة بن مسلم، واستحسانه لفتوحاته، وتقديمه إياه على المهالبة، فكانت من أخطائه القبيحة التي انحرف إليها، وسقط فيها، لتضليل قتيبة له، وتغريره به، كما صرح هو بذلك في شعره.

أما من الناحية الفنية فهو يتفوق على ثابت قطنة تفوقا كبيرا، فبعض قصائده أطول وأجود، واحتذاؤه فيها على التقاليد أظهر وأتم، فقد كانت عنده القدرة على الاستفاضة في الوصف والمديح، والوقوع فيهما على المعاني الطريفة، والصور اللطيفة، وقصيدتاه الرائيتان اللتان مدح بهما المهلب وبنيه، ونقل فيهما معاركهم مع الأزارق خير شاهد على ذلك. وقد أعجب عبد الملك بن مروان١، وأبو جعفر المنصور بقصيدته الرائية الأولى إعجابا شديدا، وسألا الشعراء أن يمدحوهما بمثلها١، واعتده الفرزدق أنبغ الشعراء الذين أنجبهم الأزد، وأخرجتهم عمان٣، وجعله نظيرا له ولجرير والأخطل٤.


١ الأغاني ١٤: ٢٨٣.
٢ معجم الشعراء ص: ٢٣٦.
٣ الأغاني ١٤: ٢٨٣.
٤ الأغاني ١٤: ٢٨٣.

<<  <   >  >>