للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

اثنتي عشرة ومائة، وأن الجنيد أرسله على رأس وفد إلى هشام بن عبد الملك بدمشق، ليشرح له حقيقة المعركة، وطبيعة الوضع بخراسان١. ويبدو أنه مكث بدمشق زمنا، ثم رجع إلى خراسان، إذ نراه مع أسد القسري ببلخ سنة عشرين ومائة٢. ثم تنقطع أخباره مما يستنبط منه أنه توفي بعد هذا التاريخ.

وما بقي من شعره الذي كان مجموعا في ديوان مفرد٣ مقطوعات ومختارات موزعة على عدة موضوعات. فمنه ما استغرقه في المديح، ومن ممدوحيه مسمع بن مالك بن مسمع من وجوه بكر وأعيانهم بالبصرة٤ وفيه يقول واصفا له بأنه عصمة السائلين، وغياث المكروبين، وأنه صفوة النزاريين، وأشهر أجوادهم وأشرافهم المذكورين، وداعيا إياه أن يأخذ بأيدي البكريين٥:

إظعني من هراة قد مر فيها ... حجج مذ سكنتها وشهور

إظعني نحو مسمع تجديه ... نعم ذو المنثنى٦ ونعم المزور

سوف يكفيك إن نبت بك أرض ... بخراسان أو جفاك أمير

من بني الحصن عامل بن بريح ... لا قليل الندى ولا منزور

والذي يفزع الكماة إليه ... حين تدمى من الطعان النحور٧

قلدته عرى الأمور نزار ... قبل أن تهلك السراة البحور١

فاصطنع يا بن مالك آل بكر ... واجبر العظم إنه مكسور


١ الطبري ٩: ١٥٤٤.
٢ الطبري ٧: ١٦٣٨.
٣ المؤتلف والمختلف ص: ٢٩٦.
٤ جمهرة أنساب العرب ص: ٣٢٠، والطبري ٨: ٨٨٢، ١١٢٥.
٥ الأغاني "طبعة دار الكتب" ١٦: ١٩، وخزانة الأدب ٢: ٤٨٥.
٦ المثنى: الرجل الذي ينثني عنه قاصده بخير كثير. وفي خزانة الأدب: المنتأى، وهو المكان البعيد.
٧ الكماة: جمع كمي، وهو الشجاع المقدام الجريء الذي لا يحيد عن قرنه، ولا يروغ عن شيء كان عليه سلاح أو لم يكن.
٨ السراة: جمع سري، وهو الشريف.

<<  <   >  >>