للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ومنهم قتيبة بن مسلم، وفيه يقول مسحورا بشخصيته الجبارة، وانتصاره على الترك بسمرقند، ومأخوذا بكثرة ما يحوز من الأسلاب التي كان يوزعها على جنوده١:

ولا كان مذ كنا ولا كان قبلنا ... ولا هو فيما بعدنا كابن مسلم

أعم لأهل الشرك قتلا بسيفه ... وأكثر فينا مقسما بعد مقسم

ومنهم يزيد بن المهلب، وفيه يقول منوها بمعروف أبيه الذي كان يشمل به كل المستضعفين واليتامى، ومستعيضا عن بخل قتيبة وحفائه بيزيد وابنه مخلد، فإنهما كافياه ومغنياه٢:

فإن يك ذنبي يا قتيبة انني ... بكيت امرءا قد كان في الجود أوحدا

أبا كل مظلوم ومن لا أبا له ... وغيث مغيبات أطلن التلددا٣

فشأنك أن الله إن سؤت محسن ... إلي فقد أبقى يزيد ومخلدا

فأعطاه مائة ألف درهم.

ومن شعره ما خصصه للهجاء. وهو يصدر فيه عن عصبية لقومه ولحلفائهم من الأزد، وذلك بين في هجائه لقتيبة بن مسلم، إذ يقول فيه وقد أقبل إلى خراسان، وزايلها يزيد بن المهلب٤:\


١ الشعر والشعراء ١: ٥٣٨، والتعازي والمراثي ص: ١٣٦، والطبري ٨: ١٢٥١، وأمالي القالي ٢: ١٩٤، وابن الأثير ٤: ٥٧٥، وابن خلكان ٤: ٨٧.
٢ التعازي والمراثي ص: ١٣٦، وأمالي القالي ٢: ١٩٩.
٣ المغيبات: جمع مغيب ومغيبة، وهي المرأة التي غاب عنها زوجها أو أحد من أهلها وفي الأصل مغيثات. والتلدد: من تلدد إذا تلف يمينا وشمالا، وتحير متلبدا.
٤ الشعر والشعراء ١: ٥٣٧، وسمط الآلي ٢: ٨١٧، ويقال: إن هذا البيت من أبيات لعبد الله بن همام السلولي. "انظر اللسان ٦: ٢٩١، ومجموعة المعاني ص: ١٧١". والأرجح أنه لنهار بن توسعة، لأن عبد الله بن همام السلولي لم يرحل إلى خراسان، ولأنه من قيس فلا يحتمل أن يهجو قتيبة بن مسلم الباهلي القيسي.

<<  <   >  >>