للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

والبين حين يروع القلب طائفه ... يبدي ويظهر منهم بعض ما كتموا١

إني امرؤ كفني ربي وأكرمني ... عن الأمور التي في غبها وخم٢

وإنما أنا إنسان أعيش كما ... عاش الرجال وعاشت قبلي الأمم

ما عاقني عن قفول الجند إذ قفلوا ... عي بما صنعوا حولي ولا صمم

ولو أردت قفولا ما تجهمني ... إذن الأمير ولا الكتاب إذ رقموا

إني ليعرفني راعي سريرهم ... والمحدجون إذا ما ابتلت الحزم٣

والطالبون إلى السلطان حاجتهم ... إذا جفا عنهم السلطان أو كزموا٤

فسوف تبلغك الانباء إن سلمت ... لك الشواحج والأنفاس والأدم٥

إن المهلب إن أشتق لرويته ... أو امتدحه فإن الناس قد علموا

إن الكريم من الأقوام قد علموا ... أبو سعيد إذا ما عدت النعم

والقائل الفاعل الميمون طائره ... أبو سعيد وإن اعداؤه زعموا٦

كم قد شهدت كراما من مواطنه ... ليست بغيب ولا تقوالهم زعموا٧

أيام أيام إذ عض الزمان بهم ... وإذ تمنى رجال أنهم هزموا

وإذ يقولون ليت الله يهلكهم ... والله يعلم لو زلت بهم قدم

أيام سبور إذ ضاعت رباعتهم ... لولاه ما أوطنوا دارا ولا انتقموا٨

إذ ليس شيء من الدنيا نصول به ... إلا المغافر والأبدان واللجم٩


١ الكظم: مخرج النفس.
٢غبها: عاقبة فعلها. والوخم: المكروه.
٣ المحدجون: الذين يشدون الأحداج وهي الهوادج على الإبل.
٤ كزموا: هابوا.
٥ الشواحج: البغال. والأدم: النوق.
٦ رغموا: ذلوا كارهين.
٧ ولا تقوالهم زعموا: القول المزعوم زورا وبهتانا.
٨ رباعتهم: أمرهم الذي كانوا عليه.
٩ المغافر: جمع مغفر، وهو زرد ينسج على قدر الرأس، يلبسها الرجل تحت البيضة، وتسبغ على العنق فتقيه. والأبدان: الدروع القصيرة.

<<  <   >  >>