للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ولم أر مثلى يا زياد بعرضه ... وعرضك يستبان والسيف شاهد

ولو أننى غشيتك السيف لم يقل ... إذا مت إلا مات علج معاهد

وله أشعار تحدث فيها عن مشاكل أسرته وعلاقته بأخيه صخر، فحين عاد المغيرة من فارس إلى البصرة، وقد اغتنى بما أغدقه عليه المهلب من الهبات حسده أخوه صخر واتهمه بالبطر والأشر، وضج من كثرة تأنيبه له. فأجابه بأبيات لامه فيها لإهماله في العناية بضيفه، وتخاذله في الدفاع عن أبيه وأخذ عليه أنه يستمع أباطيل أمثاله من أقران السوء. ويصدق ما يرجفون به عن أخيه. يقول:١

لحا الله أنآنا عن الضيف بالقرى ... وأقصرنا عن عرض والده ذبا

وأجدرنا أن يدخل البيت باسته ... إذا القف دلى من مخارمه ركبا٢

أأنبأك الأفاك عني أنني ... أحرك عرضي إن لعبت به لعبا

وكان للمغيرة أخت، فشكت إليه أخاها صخرا، وذكرت له أنه أسرع في مالها وأتلفه، وأنها منعته شيئا يسيرا بقي لها فضربها، فوجه إليه المغيرة هذه الأبيات يذكره بحسن رعايته له، وشدة بره به، وأن من واجبه أن يصون أخته، ويصلها لا أن يسلبها مالها، ويتسلط عليها. وتمنى أن يمتثل لبعض نواهيه. يقول٣:

ألا من مبلغ صخر بن ليلى ... فإني قد أتاني من نثاكا٤

رسالة ناصح لك مستجيب ... إذا لم ترع حرمته رعاكا

وصول لو يراك وأنت رهن ... تباع بماله بوما فداكا

يرى خيرا إذا ما نلت خيرا ... ويشجي في الأمور بما شجاكا

فإنك لا ترى أسماء أختا ... ولا ترينني أبدا أخاكا


١ الشعر والشعراء ١: ٤٠٧، والأغاي ١٣: ٩٦، وسمط الآلي ٢: ٧١٦.
٢ الموقف: ما غلظ من الأرض. والمخارم: الطرق في الجبل.
٣ الأغاني ١٣: ٩٧، والمؤتلف والمختلف ص: ١٤٩.
٤ النثا: الحديث عن الرجل بالخير والشر، وهو هنا يقصد الشر.

<<  <   >  >>